تشرين1/أكتوير 28
   
 
 
    في واحدة من (الثقافات) السلبية التي تتوجه اليها الأنظمة الشمولية والدكتاتوريات المعتقة والمتجددة؛ نواجه (ثقافة) تعمل على نشر خطاب الوهم بين الناس في وقت نواجه فيه تقنيات حديثة ليس اخرها الذكاء الاصطناعي، الذي حشر فيه عدد كبير من الأميين أنفسَهم للحصول على (أبحاث ونصوص وشهادات اكاديمية عديدة) من دون ان يكشف عنها الا قلة من المثقفين الذين عرفوا برصانتهم وحكمتهم وخبرتهم.
ذكاء يفكر نيابة عنهم وعقلية تقول (ضعها بيد عالم واخرج منها سالم)!
ان هذه السلطات و(الشخصيات) التي تمتلك زمام الأمور؛ تعمد الى مفاهيم تقليدية وايهام الناس بمصداقيتها، وتقول دائما ان الماضي أفضل من الحاضر والمستقبل بدعوى الاصالة، في حين نرى ان الحداثة قرينة العلم وهي وحدها القادرة على تغيير كل ما هو جامد ومتخلف.
هؤلاء يهدفون الى قتل الطموح عند كل مبادرة علمية وفكرية نيرة، مدعين ان الارزاق والمواهب توهب، ولا اعتراض على ما يوهب من دون ان يناقشوا هذا التباين والصراع الطبقي والاستغلال الحاصل بين افراد المجتمع الواحد.
انهم يعمدون الى اشغال الناس بمراجعات إدارية سقيمة مدعين الحرص، في حين نجد ان هناك غيابا لأبسط مستلزمات الحياة التي يتطلبها الانسان.
لقد جعلوا المواطن يسعى بشكل حثيث للحصول على قوت يومه عن طريق الاعمال الشاقة، في حين نجدهم في حالة ضجر من الفراغ المحيط بهم والذي يتقاضون عنه أموالا طائلة.
 انهم يعمدون الى ايهام المواطن بطرق شتى حتى لا يفكر في يوم من الأيام بتغيير الحال السيئ الذي يحيط به من كل جانب.. وليس لهم حاجة الى التفكير بتغيير هذا الواقع السلبي الذي يحيط بالناس، فالمهم عندهم هو إثراء مصالحهم على مصالح الناس.
من هنا نرى ان المواطن لا بد ان يدرك جيدا بأن هذا الخطاب السلبي للقائمين على إدارة البلاد هو خطاب تضليلي يسعى لإيهام الناس بالقضاء والقدر، وبأن ما هو حاصل وما هو وجود أفضل بكثير مما سيحصل ويتغير.
وإذا عرف كل مواطن ان هذه (الثقافة) التي تعمد الى الالهاء والوهم، ما هي الا سبل تحمي بها السلطة نفسها، عندئذ يصبح التغيير حقيقة لابد منها، ذلك ان القوى المستأثرة على البلاد والعباد لا تريد للمواطن ان يكون على دراية ووعي بأوجه الضلالة والكذب والدجل والفساد المحيط به.. ذلك ان هذا الادراك من شأنه ان يقوض تلك السلطات التي لا تفكر أبدا بتغيير هذا الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتربوي المنهار.
ان الوعي وحده له القدرة على تغيير كل شيء!