"يَهُوذَا"
لَيْسَ وَاحِدًا، لَا.
يَهُوذَا، اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ خَائِنًا،
وَأَكْثَرُ.. وَأَكْثَرُ..
بَاعُوا فِلَسْطِينَ
دُونَ أَنْ يَمْضُوا إِلَى شَجَرَةٍ
لِشَنْقِ أَنْفُسِهِمْ نَدَمًا .
قَتَلُوا فِلَسْطِينَ قَهْرًا
وَتَرَكُوهَا
إِلَى الصَّلِيبِ تَمْضِي
وَحِيدَةً.. وَحِيدَةً وَمَضَوْا
يَشْرَبُون دَمَهَا
نَخْبَ الْخِيَانَةِ سَدَمًا
فِلَسْطِينُ..
صَبَّارٌ مُعَلَّقٌ فِي حَلْقِ الْعَدَالَةِ،
لَكِنْ
مَا قَتَلُوهَا
)إِذْ بِالْقَهْرِ قَتَلُوهَا(
إِنَّمَا شُبِّهَ لَهُمْ
فكُلُّ خَائِنٍ
كَظِلٍّ زَاحِفٍ يَغْتَالُ نُورَهَا وَقَدًا
فِي كُلِّ مَرَّةٍ يُطْعَنُ فِيهَا حُلْمٌ
فِي خَاصِرَتِهِ،
فِي كُلِّ مَرَّةٍ تُبَاعُ فِيهَا أَرْضٌ
بِثَمَنٍ بَخْسٍ،
فِي كُلِّ مَرَّةٍ يُخْذَلُ فِيهَا نَبِيٌّ
أَوْ ثَائِرٌ
يُولَدُ يَهُوذَا مِنْ جَدِيدٍ كَمَدًا
لَكِنْ
كَمَا بَزَغَ فَجْرٌ مُشْرِقٌ
مِنْ أَلَمِ الصَّلِيبِ،
سَيَنْهَضُ
مِنْ رَمَادِ الْخِيَانَةِ
أَلْفُ عَنْقَاءَ أَمَلًا.
ريتا عودة: شاعرة وروائية فلسطينيّة