انتقـــــــــــال من الفعل إلى الانفعـــــــــــال

تحاول الفنون ان تخلصك من شراك الواقع المأزوم، بفرضية جمالية لها بنيتها وإيقاعها الذي يخرج لنا بواقع جديد له زمان ومكان وأبعاد إنسانية، تسمح لنا ان نعيش لحظات متخيلة جديدة، نلتذ بها، نخزنها في ذاكرتنا طويلة الأمد، نواجه بها موجة السبات الفكري والشعوري.
يقول سقراط: "الحياة التي لا تخضع للنقد لا تستحق ان تعاش، حتى لو انتهى بك المسار الى الموت، هناك يمكن أن تلتقي بمن تحب. هناك لا يمكن ان يكون جزاء من يطرح الأفكار هو القتل!"(1).
والحديث في النقد المسرحي، له طبقاته المتنوعة، بحسب تطور المعالجات المسرحية، منذ الشعائر والطقوس، مرورا بالعروض التي تحمل في بنيتها، حياة النصوص الدرامية، وصولا الى ما بعد الدراما وما بعد الحداثة. كلها تعمل بإيقاع يخالف إيقاع الحياة من حولنا، لان الفن بذاته، خبرة متخيلة. ماذا يعني تصديك للروائع الدرامية؟ هل الدافع تعديل أم إضافة؟
يمكن عد التلقي بأنه تداخل حق القارئ مع حق النص في نزاع وتداخل لا ينتهي في التعرف وامتلاك المعنى، يمثل حيوية القراءة وديمومتها(2). هنا، تتحقق مقولة التفاعل بين العرض المسرحي والجمهور، من خلال محمولات العرض البصرية والسمعية والحركية، تجتمع في صورة مسرحية تنتظر من يقوم بتحليلها وإعادة تركيبها في متن التلقي والفعل النقدي، وتحفيز الحواس نحو الامتلاء بكل ما هو مفيد ومبهر، فالعقل والشعور يتغذيان من الكلمة والحركة والإشارة والإيماءة، لتكون وحدة المتناقضات في عقل الجمهور، فالمقولة اللفظية لها مفعول التأثير العالي على تغيير القناعات، وإيجاد ما هو جديد في الوعي والوجدان، تلك هي الغاية ومقاصد العرض المسرحي، تواصله الفعال مع الجمهور، ضمان لاستمراريته بيننا.
يقول الجرجاني: "قد نرى الصورة تكمل شرائط الحسن، وتستوفي اوصاف الكمال، فانها أدنى للقبول واعلق بالنفس وأقرب الى القلب"(3). ليس من الضروري أن نقدم الافكار المسرحية والمعالجة الفنية، بأسلوب فلسفي معقد، بل الافضل، أن تكون بأسلوب بسيط يحمل عمقا، يتفاعل معه الجمهور، وتقبله شريحة واسعة من المجتمع، وهذا هو الهدف الذي يسعى له المسرح والمسرحيون.
وبإزاء هذا التحقق الجمالي للعرض المسرحي وعلاقته بالجمهور، يبرز دور القارئ العليم/ الناقد المسرحي، الذي يحلل مخرجات العرض المسرحي، بعلمية وسلاسة، تبني ولا تهدم، تقرب لا تبعد، نجدها في النقد المسرحي التي تتناول العروض المسرحية، نقدا يراد منه، تطوير وتنوع مخرجات العملية المسرحية.
هل يقترح لنا النقد او يعطي لنا مواصفات العرض المسرحي الناجح؟
من شرطية العرض المسرحي وضمانية تداوله الناجح في ضرورة او فاعلية الخطاب الذي كلما كان يسيرا بعيدا عن التعقيد، كلما تحقق منسوب الإقبال المتنامي لدى الجمهور على التواصل والتفاعل من غير تحفظ يقيد تواصل الجمهور(4).
إن انتقال المعرفة النظرية في النقد المسرحي، من المستوى النظري إلى المستوى التطبيقي يسهم إسهاما مفيداً في تحليل العروض، على نحو نمو متنام في معرفة الأساليب او مخرجات الحالة المسرحية العالمية، تنظيرا وتطبيقا، لكنها في الوقت ذاته، تعاني من التفكير الانفعالي اكثر من كونه فعلا إنتاجيا منظما، فما يحصل الآن، خبرات إبداعية متناثرة، وليست هوية أسلوبية محلية او عربية يشار لها ببنان التميز والفرادة، فالمسرح في الثلاثين سنة الأخيرة من القرن الماضي كان اكثر بحثا ونصوصا وعروضا حققت تفاعلا مميزا من حيث المشهد البحثي الاكاديمي والصحفي على حد سواء.
أسماء كثيرة كانت تتجول في الوعي المسرحي لدى الشباب. المسرحية والرواد على حد سواء، يجمعهما حوار الإبداع النابض بالفعل الجمالي ما بين العرض والجمهور. اذ كلما زاد منسوب العطاء الابداعي للعرض، كلما تحقق ناتج التذوق الفني لدى الجمهور، وما فعل النقد الا بوصلة تشير الى نجاح تلك المعادلة الفنية الاتصالية او إخفاقها. لا استعراض مصطلحات مقعرة، ولا ترتبط بصلة للعملية النقدية، الامر الذي دفع كل من هب ودب ليعلن عن حضوره ناقدا! اذ يرى (ياكبسون) ان النقد، هو قدرة جذب الانتباه نحو الرسالة الفنية بذاتها، وليس لشيء حولها أو خارجه، إذا ان الرسالة الفنية تكون جمالية، على ان لا ينجذب الى ما خارج تلك الرسالة الفنية.
الغريب ان المؤسسات الراعية للنشاط الفني المسرحي لا ضوابط لديها، وقد فضلت المحاباة والنفاق النقدي، على الحكم النقدي السليم، الذي من سماته، تحليل رسائل السمع والبصر والحركة الواردة من العرض المسرحي، وإعادة تركيبها من الداخل ليكون الناتج اسئلة ضرورية يمكن إجمالها بالآتي: لماذا هذا العرض المسرحي فيه إبداع وتميز فني؟ كيف تحقق هذا الإبداع؟ ماهي الظروف القنية الموضوعية التي أوصلته الى النجاح الفني؟
يعيش النقد المسرحي حالة من الانفلات النقدي او التعصب النقدي، يجعله عبئا على صانعي العروض قد تدفع بهم الى ترك شغفهم بالمسرح، والذهاب الى حقول أخرى او الاعتزال نهائيا! حتى وصل الحال -أحيانا- الى تعطيل الحوار والانسداد التواصلي، ما بين القراءة النقدية والعرض المسرحي، بسبب عدم الوصول إلى الثقة بتصورات الناقد ومخرجاته النقدية، لان الناقد لديه مقولات جاهزة وانفعالات مضادة، لا تمت بصلة للعرض المسرحي.
يمكن وضع خلاصة لمراحل تطور النقد إلى ثلاثة:
النقد السياقي = النص + المؤلف
النقد البنيوي = النص بذاته
النقد ما بعد البنيوي = النص+ القارئ
توجهات علمية صاغها النقد ضمن تصورات فكرية في حدود زمنية، أفرزت تلك التصورات، لكنها حققت نتائج ناجحة في الفعل النقدي، ينبغي على النقد المسرحي الاعتماد عليها، ليكون الناتج النقدي له ضمانة التأثير المقنع على صانعي العروض المسرحية على نحو خاص، وعلى الحراك المسرحي على نحو أعم. لكن الملاحظ في كثير من النقد المسرحي، بروز ما يمكن تسميته (النقد المؤخرج) حالة غريبة مشوهة، نجد ان الناقد في النقد المسرحي يتحول الى مخرج ثاني للعرض، يقترح ويضيف ويحذف، والمخرج الأول، تحيط به الدهشة والانزعاج. شعور بالامتعاض والتقصير لمهمة الناقد، هذا الإحلال القسري من الناقد، ليكون مخرجا يفترض ما لا يقبل افتراضه، ويعطي مقترحات يجدها سليمة، لو طبقها مخرج العرض المسرحي، لتحول عرضه المسرحي على صورة اخرى أكثر جدوى وتأثيرا.
وهنا ينبغي تبيان مهمة الناقد الموضوعية، الذي من صفاته، عدم مغادرة البنى التكوينية للعرض المسرحي، من دون افتراضات جاهزة يؤمن بها الناقد، أو إسقاطات من مشاهدات لعروض سابقة مجاورة، لا تمت بصلة للعرض المسرحي المراد تقويمه نقديا، نقد جاهز لا يمت بصلة للعرض الذي تم تقديمه على خشبة المسرح او الفضاءات المفتوحة.
فهل نسمح للناقد العمل بمنطق الوصاية المسرحية على الآخرين؟ هل نرضى من الناقد أن يكون فكره فوقياً، على الجميع الانتباه له والتفاعل معه؟! قطعا لا. فإصدار الحكم النقدي لا يأتي الا من أربع لحظات حددها الفيلسوف كانت (1724-1804) اجدها خارطة طريق سليمة، لمن سار في درب النقد المسرحي. تلك اللحظات: "كم وكيف واتجاه وإضافة"، فالحياة كم من الخبرات، ما على الوعي الفني لدى الفنان، اختيار ما يتوافق مع فرضية المبدع. هل نجح في النظر والتعرف على تيار الحياة. هل تمكن من اخذ ما يفيده ليكون مادة للعرض المسرحي، تتحرك على وفق عناصر ثلاثة: "بصرية وسمعية وحركية"، ذلك هو الكيف الذي نتناوله تحليليا، لنعرف هل حقق اضافة اسلوبية في تراكم الحياة المسرحية المحلية والعربية، ذلك هو الاتجاه، وفي الاخير حين يتوفر الكم الثري والكيف النوعي والاتجاه الاسلوبي الفريد، قطعا يترك اضافة جمالية وفكرية في إدراك ووعي الجمهور؟ هذا هو النقد الأكاديمي التطبيقي.
النقد ليس انطباعات جاهزة تصلح لجميع العروض، ما عليك فقط تغيير اسم المخرج وعنوان المسرحية .النقد حراك فكري جمالي خلاق، يحقق اضافة معرفية، تعمل على تطور وتطوير الحياة المسرحية.
فالنقد عملية إبداعية، تقوم على أساس معرفة ما كان من عطاء مسرحي. قراءة العرض المسرحي، ينبغي ان تقوم على ركن منهجي منظم، من الاسباب، لماذا العرض.. كيف ظهر العرض المسرحي.. اين تحقق وجوده.. هل تحقق بالعلم المسرحي والدربة الفنية على التعامل مع مكونات العرض المسرحي البصرية والسمعية والحركية؟
كل هذه الاسئلة ينبغي ان تكون في جعبة الناقد العلمية، ليتجنب العشوائية في حكمه، فالناقد - بما يفعله نقديا- يمثل عملية التعرف على الصورة المسرحية اولا، وتحليل البناء التكويني للعرض المسرحي، كما انه توصيف العلاقة الاتصالية ما بين الشخصيات، ثالثا، فضلاً عن الكشف عن مكامن الإبداع والجودة والوقوف على أسباب وعوامل التمكن، يحدث كل هذا، عن طريق رؤية نقدية واضحة، ذات أصول وقواعد راكزة، تربط الأسباب بالنتائج، وصولاً الى الحكم النقدي (الجودة أو الرداءة).
مع تطور الحياة المسرحية ومخرجاتها الفكرية والجمالية، محليا وعربيا وعالميا، لم يعد الناقد محض قارئ محايد، بل تحول الى قارئ انموذجي، يتقن فك رموز المتن الفني للعرض المسرحي، فاعلا ومؤثرا في تطور النتاج المسرحي فكرا وأسلوبا، فهو لم يعد محايدا، بل مشاركا في انتاج متنه النقدي بوصفه متنا ثقافيا قابلا للتداول، فالناقد المسرحي، ينبغي ان يتقن القراءة التحليلية التي تتعلق بالفهم العميق لما يقال وما يتحقق من اشتغال للصورة المسرحية للعناصر المادية المكونة لبيئة العرض المسرحي، والقراءة التحليلية للناقد المسرحي، تعني الاقتراب من بنية العرض الظاهرة والمرشدة لبنية المعنى للعميقة، هذا التعالق العضوي لمكونات العرض المسرحي، ينبغي ان يكون ناضجاً، لان الناقد يمتلك القدرة على التعامل مع المعلومات البصرية والسمعية والحركية الواردة في العرض المسرحي. إنه يتعلق بالفهم العميق لما يقال وبأية طريقة. تساعد هذه الطريقة في فهم الوسائل التي يستخدمها المخرج والممثلون والتقنيون، للوصول إلى هدف معين، وهو صناعة الفرجة المدهشة التي تزيح المألوف العادي، وتنقل الجمهور الى طقسية جديدة في التواصل مع العرض المسرحي.
ولهذا كلا الصانعين - المخرج صانع للعرض، والناقد قارئ للعرض - كلاهما ينبغي ان يمتلك الرؤية الذكية التي تصل بنا الى التشويق والدهشة.
هل لدينا مثل هذا الناقد العليم الخبير في النقد المسرحي.. هل من يتصدى للنقد ويفكك العرض ويعطي للجمهور اسئلة المغايرة وأجوبة التميز.. هل نتفاعل مع المدح المجاني.. ام نتفاعل مع النقد الموضوعي.. على قاعدة رحم الله من أهدى لي عيوبي!؟
ان تحديد هيكل العرض المسرحي ووضع الملاحظات من الناقد، لا بد لها من الركون الى المقولة الاساسية للمذهب التجريبي، وتتلخص بأن الانسان لا يمكن ان يعرف او يفهم الأشياء الا بعد المشاهدة والملاحظة والتجربة، وهذا ما يؤسس له النقد المسرحي بوصفه متنا تجريبيا، يقوم على المشاهدة والملاحظة. ولكل ناقد قراءة وتأويل اذ لو تساوت وجهات النظر النقدية لبارت العروض المسرحية.. فالقراءة التحليلية تعني تحديد نوع العرض المسرحي، نوع الفضاء المسرحي، نوع المعالجة التي حولت النص الى عرض. وهذا مهم لعدة أسباب، تؤثر نوع النصوص وكيفية تحويلها الى عروض، والأشكال المستخدمة فيها.
ينبغي التعرف على الاسئلة الاتية: هل كان العرض يتوافق مع بنية المعنى وصيغ المعالجة.. ما هي الرسالة الرئيسية والموضوع؟ كيف تعامل المخرج معها؟ هل كانت صور التعبير عنها موفقة وواضحة؟ هل التفكير المنطقي لنقد العرض المسرحي، أظهر نجاحا وفاعلية انتاج جديد لحياة مسرحية ناجحة؟ هل افرز النقد المسرحي، قراءات قوامها الابداع وهدفها ربط العرض بحاجات الجمهور الجمالية والفكرية والاجتماعية؟ ماذا لو كان المخرج يعمل بمنطق افقي منغلق، لا يحاور او يتوافق مع التجارب العالمية المجاورة؟
ماذا عن الناقد حين يكون قاسيا من دون حجج مقنعة؟
أسئلة ينبغي ان يعلمها او يتصدى لها كل من كتب أو وقف واعتلى منصات النقد المسرحي، ليكون الناتج العملي لمخرجات قراءة الناقد، مفيدا ونافعا، يحمل طاقة ايجابية لدى القائمين على علل العرض المسرحي، من دون التقدير اللاموضوعي الذي قد يخرب العملية الفنية برمتها، او تدفع صانع العرض/ المخرج، الى اعلان التوبة المسرحية، والتعهد بعدم خوض تجربة مسرحية جديدة، تفاديا لسياط الناقد من دون حق!
إن تعدد الاتجاهات النقدية، يتطلب من الناقد الإلمام بها، ليتسنى له التواصل المتوازن مع اسلوب وطريقة تقديم العرض المسرحي، إذ ثمة من يقرأ العرض المسرحي بوصفه انعكاسا لحياة المخرج المسرحي وبيئته، وناقد آخر يقرأ العرض بوصفه بنية جمالية مستقلة، في المقابل نجد من يقرأ العرض المسرحي، بمقدار استجابة المتفرج وفاعليتها، وهناك من يهتم بالنقد الدراماتورجي، بوصفه شراكة ابداعية متسلسلة مع المخرج من البروفة (التمرين) الى العرض المسرحي. كل هذا تفرزه حياة النقد المسرحي.
هكذا هو حال النقد المسرحي مع العرض الذي يمكن التعرف عليه بوصفه عملية ابداعية يتم فيها تشغيل وسائل تعبيرية، تحتوي على لغات سمعية وبصرية تتحول الى علامة كبرى هي العرض المسرحي(5).
وبإزاء هذا التحقق الجمالي للعرض المسرحي وعلاقته بالجمهور، يبرز دور القارئ العليم الذي يحلل مخرجات العرض المسرحي، بعلمية وسلاسة، تبني ولا تهدم، تقرب ولا تبعد، ينبغي حضوره الفاعل في تناول العروض المسرحية نقدا يراد منه، تطوير العملية الفنية المسرحية.
تعد المعرفة النظرية في النقد نسقا متداخلا ما بين المستوى النظري، المستوى التطبيقي اللذين يسهمان في تحليل الناقد للعروض المسرحية، التي تنمو وتتطور مع تطور مخرجات الحالة المسرحية المحلية والعربية العالمية، تنظيرا وتطبيقا، في الوقت ذاته، تعاني بعض العروض المسرحية، من غياب القدرة على تنظيم العمل للمنظومة الداخلية في العرض المسرحي بسبب تعذر الوصول الى معالجة سليمة، تحقق تواصلا فعالا مع الجمهور، كلما زاد منسوب العطاء الابداعي للعروض المسرحية، كلما تحقق ناتج التذوق الفني وازداد اثره الايجابي لدى الجمهور. ما يفعله النقد المسرحي للناقد العليم، انه يعمل بانضباط مرسلته التكوينية الجامعة للعرض المسرحي ومكوناته التنظيمية والجمالية.
ان ما يجعل الحوار الايجابي، عصيا او وعرا، ما بين النقد والعمل الفني، هو الانسداد الفكري الذي يعطل التواصل الفعال ما بين القراءة النقدية والعرض المسرحي، بسبب عدم الوصول الى الثقة بتصورات الناقد ومخرجاته النقدية - لان للناقد مقولات جاهزة وانفعالات مضادة، لا تمت بصلة للعرض المسرحي.
يمكن الوصول الى الخلاصة حول فاعلية النقد الموضوعي العلمي، بعيدا عن عشوائية التصورات الجاهزة والحكم النقدي الانفعالي، حين يتبنى النقد ثلاث مراحل:
1- المرحلة الحسية: وهي التفاعل والشعور العاطفي المرتبط بالفكر الذي افرزه العرض المسرحي من الشعور بالرضا والارتياح.
2- المرحلة التواصلية: وهي تفاعل الجمهور مع العرض المسرحي عن طريق الرموز والاشكال والافعال التي يستقبلها الجمهور ويتفاعل معها.
3- المرحلة الارتباطية: وهي قدرة التعبير على اختزال وتكثيف ما يكون في الواقع، الى كم من المعلومات التي تتعلق بالعمل الفني، والتي يتمكن الجمهور من استيعابها.
من بين هذه النقاط التي تمثل خارطة طريق ناجحة للناقد ونقده على حد سواء، تبين بوضوح، ان النقد ليس انطباعات جاهزة تصلح لجميع العروض، ما على الناقد سوى تغيير اسم المخرج وعنوان المسرحية. النقد حراك فكري جمالي خلاق، يحقق اضافة معرفية، تعمل على تطور وتطوير الحياة المسرحية.
المصادر
-
محمد المزوغي، نيتشه، هيدغر، فوكو، تفكيك ونقد، دار نيبور للطباعة والتوزيع والنشر، العراق، 2014، ص 94.
-
بول ريكور، نظرية التأويل وفائض المعنى، ت: سعيد الغانمي، مكتبة بستان المعرفة للطباعة والنشر، 2003.
-
القاضي الجرجاني، الوساطة بين المتنبي وخصومه، تحقيق ابو الفضل ابراهيم، وعلي محمد البجاوي، مطبعة عيسى البادي الحليبي، القاهرة، 1951،
-
فوتون البيرت، كتاب السينما آلة وفن، ط1، ت، صلاح عز الدين، وفؤاد كامل، مكتبة مصر، القاهرة ،1985،
-
حسن يوسفي، قراءة النص المسرحي، دراسة في مسرحية (شهرزاد) لتوفيق الحكيم، ط1، مكتبة عام المعرفة، المغرب، الدار البيضاء، 1995.