أيلول/سبتمبر 12
   
تقديم:
       يُعَدُّ لورون برتيوم (Laurent Berthiaume) عضوًا بارزًا في جماعة (Les oxymorons) الكَنَديَّة التي أوْقَفَت جهدها، أو كادت، على كتابة القصّة القصيرة جدًّا؛ فقد أنْجَز، بمعيَّة أعضائها، مُصنَّفًا مُشترَكًا في هذا النّوع السّردي، بعنوان "مائة وإحدى عشرة ميكروقصّة". كما عُرِف بإشْرافه على ورشات للكتابة عامّةً، وكتابة القصّة القصيرة جدًّا على نحوٍ أخصّ، فضلًا عن اضطلاعه بمهمّة التّحرير في بعض أعداد مجلة "Brèves littéraires"، بوصفه مُتخصِّصًا في هذا الضّرب من الإبداع السّردي. ولأنّ الكاتبَ باحثٌ في علم الأحياء الدّقيقة (La microbiologie)، فقد أبدى ولَعه الشّديد بالنّصوص الموجَزة؛ إذ عَمد إلى ابتكار مصطلح الميكروقصّة (La micronouvelle)، وبرَع في تأليف نصوصٍ قصصيَّة في هذا الشّكل، ثمّ تحوَّل، بتأثيرٍ من العلم الذي كان يُمارِسه، إلى كتابة شكلٍ آخر من القصّة أكثر قِصَرًا من الميكروقصّة نفسها، أسماه النانوقصّة (La nanonouvelle)، حيث نشر بعضًا من القصص الشّديدة الإيجاز في مجلة "Brèves littéraires". وقد انتقيْنا منها مجموعةً تتكوَّن من أحد عشر نصًّا، تحمل عنوانًا واحدًا، هو "Elle" (هِيَ)، تمّ نشرُها، على التّوالي، في الأعداد (83، عام 2011) و(84، عام 2012) و(86، عام 2013)، ومجموعةً أخرى تضمّ ثلاثة نصوص تحمل عناوين مختلفة، نُشِر النّص الأوّل منها والموسوم "Hubert" (هيوبرت) في العدد (81، عام 2010)، بينما نُشِر النّصان الآخران الموسومان "Rémi" (ريمي) و"Météo" (حالةُ طقْسٍ) في العدد (82، عام 2011). 
 
النّصوص:  
هِيَ:
1 – كانت تحوم حول الكلمة... لا تعرف كيف تكتبها.
2 – غالبًا ما كانت تكتب بأوجاع القلب.
3 – كانت تمشي ببُطْء. ببُطْء شديد. ببُطْء شديد للغاية... لن تصِل أبدًا.
4 – كانت تسبح عكس تيّار النّهر. مُتْعَبَةً جدًّا. نامت في سريرها.
5 – طالما كانت تُخطِّط لكلّ شيء مُسبقًا. في اليوم الذي ضُبِطَتْ فيه وهي تأكل جذور الهِنْدِباء، لم تُطرَح عليها أيّ أسئلة.
6 – شاعِرةٌ في أوقات فراغها، كانت تَحِيكُ أبياتًا لتُحافِظ على روحها دافِئَةً.
7 – أُصيبَت بمرضٍ لا شِفاء منه، لم تتقدَّم في السنّ. ماتت في ريْعان شبابها.
8 – كانت تذهب، كلّ صباحٍ، إلى المقبَرة. ذات يومٍ، لم تعُدْ.
9 – لكيْ تُقدِّم حكايةٍ قصيرةٍ، رحلت دون أن تنبِس بكلمة.  
10 – في نهاية رحلتها، ألْقَت الحِبْرَ، لكنّها احتفَظَت بريشتها للرّحلة الأخيرة.
11 – كاتِبةٌ عظيمةٌ، كانت كثيرًا ما تتطلَّع برأسها إلى السّماء... ولكنّ رجليْها، دائمًا، على الأرض.
 
هيوبرت: 
لقضاء الوقت، كان يمضي أيّامه مُتجوِّلًا في الرّيف، بندقيَّته مشدودة إلى حزام كتفه. كان يعود، دائمًا، خاليَ الوِفاض.
 
ريمي:
في أواخر الثّمانينيات من عمره، اشترى موسيقارُنا لنفسِه أورغنًا إلكترونيًا. في المشروع: تأليف قدّاس لجنازته. تبيَّن أنّ العمل شاقّ... فأخذ وقته. 
 
حالةُ طقْسٍ:
كانت تُمْطِر بغزارةٍ. مُمزَّقةً تمامًا، لم تعُدْ مظلّته تنفعُه.
 
سيدي مُحمَّد بن مالك: أستاذ النّقد المُعاصر بالمركز الجامعي مغنيَّة (الجزائر)