
منطلق:
يحتل الأدب مكانة الصدارة في قائمة مصادر الباحثين، في سعيهم لمعرفة مقومات وخصائص حضارة بلاد ما بين النهرين، كونه يكشف للباحث، عن أهم ملامح أفكارها وتصوراتها عن الوجود والحياة والكون. والنصوص الأدبية السومرية وسواها من المدونات "وضعت في متناول أيدي الباحثين المادة الأولى في درسهم لهذه الحضارة والوقوف على عوامل نموها وتطورها وانحلالها على ضوء الأسس والاتجاهات العقلية والفكرية التي قامت فوقها"(1).
إنّ أدب العراق القديم، يمكن حصره بنوعين هما:
أولا: مدونات تتضمن الشعر، وتشمل: أصل الخليقة والوجود/ ملاحم الأبطال والملوك والآلهة/ الطوفان وأساطير ما بعد الموت/ المفاخرة والمناظرة والحوار/ أدب الحب والغزل/ أدب الرثاء/ أدب السخرية وقصص الحيوان/ أدب الصلوات والتراتيل والترانيم والابتهالات والأدعية/ بعض الرقى والتعاويذ/ وغيرها.
ثانيا: مدونات نثرية، وتشمل: الحوادث/ الرسائل/ أعمال الملوك/ الحملات الحربية/ الشرائع/ الحِكَم/ الامثال/ المواعظ/ وسواها.
ويتشكل اجراؤنا الفاحص لادب العراق القديم، من ثلاثة كولاجات تأويل، ونتائج الاجراء الفاحص، وملحق تأويل. وكما يلي:
عينات نصّية متفرقة/ كولاج تأويل أول:- في عينة نص أسطورة خلق الانسان، نَقرأ حوارا بين الإلهة (نامو) البحر الاول، وابنها إله الماء والحكمة (أنكي) يدور حول ضرورة خلق خدمٍ للآلهة، بعد أن ايقظته من نومٍ عميق. ويتوصلان الى خلق الانسان من الطين وتقدير مصيره، بتعاون بعض الآلهة. وهذه الأسطورة تعتبر من اهم الاساطير كونها شكلت بدايةً لسفر الخليقة على الارض، ونجد قصصا شبيهة لها في أساطير وقصص الأديان التي تعاقبت بعد الديانة السومرية.
"انهض يا بني من فراشك، من ...... واعمل ما هو حكيم
اخلق خدما للآلهة لعلهم ينتجون لهم ال ........"
ويتفكر (أنكي) في هذا الأمر ويخلق للآلهة من يقوم بأدوارهم ويخاطب أمه (نامو - البحر الأول) قائلا:
"إنَّ المخلوقَ الذي لفظتِ اسمه قد جاء الى الوجود
أوثقيه بـ ................ الآلهة.
امزجي لبَّ الطين الموجود في أعلى المياه التي لا يسبر غورها
الصُّناع المهرةُ، سيجعلون الطينَ مختمرا
وانتِ عليكِ أن تخلقي له الأعضاء
< ننماخ> إلهة أم الأرض ستعمل من فوقك
< آلهة الولادة > ستقف الى جانبك حين تخلقين
أمّاه! قدّري مصير المولود الجديد
< ننماخ > ستربط به ............... للآلهة كإنسان"(2).
- العينة المأخوذة من نص المناظرة، بين الفلاح <ايمش> والراعي <اينتين> فتبين لنا أن الأخوين يتنافسان ويختلفان حول دور وأهمية كل واحد منهما في الحياة والوجود، ويستعرضان قدراتهما وطاقاتهما أمام الإله أنليل، الذي يحسم الأمر بما هو مقدر من الآلهة، وما عليهما سوى الانصياع لذلك، بقوله:
"المياه المنتجة للحياة في جميع البلاد- (اينتين) هو الموكّل بها، إنه فلاّح الآلهة الذي ينتج كل شيء، فيا بني (ايمش) كيف ساغ لك أن تقارن نفسك بأخيك (اينتين)! بعدها انحنى (ايمش) لأخيه وصلّى له"(3).
- بينما في العينة المختارة من نص رثاء مدينة أور، بعد أن جرى تدميرها والقضاء على سلالتها الثالثة، من قبل العيلاميين والسوباريين والاموريين في (2002 ق. م). نلمس حالة الالم والحزن الذي تتضمنه كلمات المقطع الشعري المختار. كما أننا نجد فيه خطابا عاطفيا موجها لإثارة المشاعر لدى المتلقي له. وكذلك دعوة الجميع الى الوقوف مع المدينة المدمرة من قبل الاعداء، وفق فكر سلطوي شمولي يطلب من الكل القبول بالقضاء والقدر.
"رثاؤك مُرٌّ أليم أيتها المدينة
مدينة أور التي خُربتْ رثاؤها مرٌّ أليم
كم سيظل رثاؤك الاليم يُحزنُ سيدَكِ الباكي!
الربّ الذي دُمِّرَ بيته يشارك مدينته البكاء والندب
ناحت اور وشاركت الرثاء سيدها الذي خُرِّبَتْ بلادُهُ
وشاركته ننكال البكاءَ والنواحَ من أجلِ مدينتهِ"(4)
- في حين أن العينة المنتقاة من نص أيوب السومري، توضح لنا معاناة الانسان القديم جراء الحوادث والمجريات وتداعياتها في الحياة التي عاشها آنذاك. وهو في خطابه الموجه للآلهة، انما يطرح اسئلة عديدة حول المصير المؤلم الذي يواجهه، وهل من امل ممكن في قابل الايام للخلاص من هذا العذاب والحرمان؟ وها هو يرمي بأسئلته المشروعة:
"أنا الحكيم العاقل. لماذا أقيّد مع الأحداث الجهلة؟
أنا المدرك العاقل لماذا أحسب مع الجهال؟
الطعام وفير في كل مكان، ولكن طعامي الجوع.
في اليوم الذي قسّمت فيه الأنصبة،
كانت حصتي المخصصة لي، العذاب والألم)(5)
- تحيلنا عينة نص أغنية الحب والغزل أدناه، الى أن الحب هو من أعظم المشاعر الانسانية، وهو فعل نبيل وكوني مارسه البشر منذ القدم، ومازال يمارس والى الأبد. وهو يقارب بين البشر على اختلاف انتماءاتهم وألوانهم وشتى أعراقهم، وهو معادل انساني للبغضاء والكراهية. وتكشف هذه العينة، أن العشق والهيام وصولا للغزل والاتصال بين الجنسي، هو ممارسة وجدانية أبدية بين الكائنات، من أجل الخصب والنماء، لدوام الحياة والتطور عبر الزمن.
"يا إلهي.. إن ساقية الخمر، شرابها حلو،
ومثل خمرتها، فرجها حلو، إن شرابها حلو،
ومثل رضاب شفتيها، حلو فرجها، حلو شرابها،
شرابها الممزوج حلو، شرابها حلو"(6)
- الفحص المتأمل للعينة المأخوذة من نص ترنيمة الفأس أدناه، يفضي الى أهمية الفأس في الحياة السومرية، كونها أداة بناء وازدهار من جهة، وأداة هدم وقمع واضطهاد من جهة ثانية. وهي رمز للحياة المستقرة حيث فائدتها لفتح قنوات المياه والحرث، وكذلك فهي اداة بناء تعمر البيت وازدهار المدن. من هنا نجد أنها تذكر في الكثير من الترانيم والتراتيل والادعية، وباقي النصوص في العالم القديم.
"الفأس والسلة تبني المدن
الدار الثابتة الأركان بنتها الفأس،
الدار الثابتة الأركان أنشأتها الفأس،
الدار الثابتة الأركان هي التي سببت الازدهار
الدار التي ثارت ضد الملك
الدار التي لا تستسلم لملكها
الفأس يجعلها تستسلم للملك
للرديء.... النباتات تحطم الرأس
تجتثّ الجذور تسقط على التاج
الفأس تطعن..... النباتات
الفأس قرر مصيرها الأب أنليل،
المجدُ للفأس"(7)
- لقد وفرت لنا عينة نص رسالة القرد الى أمه، فرصة التعرف على نموذج من الأدب السومري الساخر، وهي في الحقيقة رسالة انسان جائع ومظلوم الى أمه، غير أن الكاتب المدون، سردها على لسان قرد. فمنحها بعدا ساخرا ومثيرا للاهتمام، وكذلك بعدا تهكميا من الواقع الاجتماعي المرير الذي تعيشه عامة الناس، وكيف لا وهو يتلظون بلهيب جحيم نظامٍ عبوديٍ قائم على احتكار السلطتين السماوية والارضية، من قبل طاغية دكتاتوري غاشم.
"الى أمي (لودي لودي) قل: هكذا يقول (أوكو_ دل- بي):
إنَّ (أور) مدينة البهجة والمسرات و (أريدو) مدينة الرخاء،
ولكنني مع ذلك أجلس وراء باب قاعة الموسيق آكل الفضلات،
فعساني ألاّ أهلك من الجوع. لمْ أذق طعمَ الخبز والجعة،
فابعثي الي برسولٍ منكِ على عجل"(8)
حول ملحمة كلكامش/ كولاج تأويل ثانٍ:
- العينة من نص ملحمة كلكامش أدناه، تكشف لنا جبروت شخصية كلكامش، كدكتاتورٍ ظالمٍ يبطش بالرجال والنساء، وسعى لخلق مجده الشخصي عبر الحروب. وقد أحال حياة الناس الى جحيم عبر عسكرة المجتمع، وقمع الحريات، وفرض سلطته بالقوة ولباس الدين، كونه يعتبر نفسه ممثلا للآلهة في الأرض.
"... هيئة جسمه لا نظير لها
وفتك سلاحه لا يصده شيء
وعلى ضربات الطبل تستيقظ رعيته
لازَمَ أبطالُ أوروك حجراتهم متذمرين شاكين:
لم يترك كلكامش ابنا لأبيه ولم تنقطع مظالمه عن الناس ليل نهار.."(9)
- في العينة المنتقاة عن سدوري وكلكامش، نلاحظ أن سدوري صاحبة الحانة، بعد أن رأت كلكامش وهو بحالة من الوهن والضعف والتعب، وبهيئة يرثى لها، بادرته بالسؤال عن مسعاه، وهي مستغربة من وجوده امامها. وبعد أن عرفت منه سبب وصوله الى هذا الحال، بادرته بالنصح والموعظة والرأي السديد. وهي بهذا تكشف عن رجاحة عقل ومعرفة ونضج تجربة في الحياة، وتبين أنها امرأة حكيمة عارفة باسرار الحياة وكنه الوجود والعدم. وموقفها هذا مازال راجحا ومقبولا ولم يتمكن الزمن من البت ببطلانه واثبات عدم صحّته، لأن لغز الموت مازال مرعبا للإنسانية، ومحيرا للعلماء والفلاسفة والمفكرين.
"الى أين تسعى يا كلكامش؟
إن الحياة التي تبغي لن تجد،
إذْ لمّا خلقت الآلهة البشرَ قدّرت الموتَ على البشرية واستأثرتْ هي بالحياة.
أمّا أنت يا كلكامش فاجعل كرشكَ مملوءا
وكن فرحا مبتهجا ليلَ نهار،
وأقمْ الأفراحَ في كل يومٍ من أيامك،
وارقص والعب ليل نهار،
واجعل ثيابك نظيفةً زاهية،
واغسل رأسَكَ واستحم في الماء،
ودلّل الطفلَ الذي يمسك بيدك،
وافرِحْ الزوجةَ التي بين أحضانك،
وهذا هو نصيب البشر.. "(10).
أهم مميزات النص السومري/ كولاج تأويل ثالث:
- الأدب القديم هو خير سجل لمعرفة ودراسة المجتمعات آنذاك، وعلى كل المستويات.
- هو أدبٌ ذو إرثٍ شفاهي، دوّن على ألواح الطين وبقي محفوظا.
- ظلَّ أصيلا ولم تصلْه يد التحريف، كونه نقش على ألواح مدفونة عبر الزمن.
- تعرضت بعض النصوص للخرم جراء سوء الحفظ وتقادم الزمن.
- كثرة التكرار أو الاعادة، المثير للملل، والتكرار ربما حدث بسبب التدوين، بغية رأب الخلل الذي يحدثه الخرم في بعض الالواح. أو لمتطلبات الانشاد.
- استباق الحوادث ونهايات الحكايات، لأنها دونت وفق خطابٍ موجهٍ من قبلِ سلطة مركزية.
- التماثل بين بداية الحكاية ونهايتها، وفق مبدأ أن الانسانَ مجبرٌ وليس مخيرا.
- كثرة النَّسْخِ للقطع الأدبية الشهيرة، وذلك لتداول تلك القطع بين الأقوام المتعاقبة تطوريا.
نتائج الإجراء الفاحص:
- كان أدباء العراق القديم، يرون أنّهم ورثة ماض مجيد هو أشبه بعصر ذهبي يسوده الخير والسلام "فلا خوف ولا حزن ولا بغضاء ولا حيوانات مفترسة تنازع الانسان البقاء، وكان البشر بلسانٍ واحد يمجدون الاله أنليل، كما ورد ذلك في احدى الأساطير السومرية"(11).
- تدعونا أسطورة خلق الإنسان للقول: منذ بدء الخليقة ومنذ أول إنسان بدائي، طرح السؤال الوجودي الأول، من هو الخالق لهذا الكون؟ والذي يعني بالضرورة، من خلق الانسان؟ وتراكمت الأجوبة في عقل الفرد ثم في المنظومة الثقافية للجماعة، بأن الخالق إما أله واحد أو عدة آلهة. وذلك عبر حركة التطور الاجتماعي، بتحولاته المتناوبة بين التعددية والتوحيد.
- أما نص المناظرة بين الصيف والشتاء، أو بين الإله الراعي (ايمش) والإله الفلاح (اينتين). فيحيلنا إلى فكرة الصراع المتواصل بين حياة الرعي والتنقل، وحياة الزراعة والاستقرار. وهذه الفكرة تتكرر في نصوص عدة، ومنها المناظرة بين الاله الراعي (دموزي) والإله الفلاح (انكميدو) في طلب يد الإلهة (إنانا).
- في نص رثاء أور، نواجه خطابا موجها من سلطة متحكمة بمقدرات الناس والبلاد، والتي تمرّست في الإفادة من المنظومة الدينية المتوارثة عبر الزمن. وهذا الخطاب يتسم بإيحائه العالي الى أن ما جرى هو قضاء وقدر، وعلى الجميع القبول به لكونه حدث بسبب غضب الآلهة.
- في نص أيوب، نلمس تذمرا بينا لدى أيوب، جراء العذاب اليومي المتواصل، وهو يطالب بالعدالة ورفع الحيف عنه، ويواجه الآلهة بأسئلة وجودية خطيرة. وكشف النص عن مدى الجور الذي طال الانسان البسيط، حيث المرض والجوع وحرمان الانسان من أبسط حقوقه، وتحكم الجهلة بمصيره ومصير البلاد.
- بينما في نص أغنية الحب والغزل، نجد وصفا جميلا لشراب الفتاة ساقية الخمر، من خلال مقارنة بين شرابها وفرجها، وبصيغة مثيرة وواخزة لمنظومة القيم الأخلاقية الآن. وكذلك بين الشراب ورضاب شفتيها، وهذا يحيلنا الى أهمية الجنس في الطقوس الدينية، لجدواه في إدامة الحياة الاجتماعية، وتواصل النسل البشري.
- في نص الفأس، نتعرف على الدور المهم الذي تلعبه الفأس كأداة للبناء والاعمار، وكذلك دورها كأداةٍ للهدم، ونلاحظ أيضا، أن النص مكتوب بأمر من الملك، لان النص يتضمن تهديدا وتحذيرا لكل من يحاول التمرد على الملك، ومن يحاول تخطي الثوابت والمسلمات المتوارثة والمتعارف عليها منذ القدم.
- في نص رسالة القرد، يتبين لنا الأسلوب الساخر الذي تبنته مخيلة السارد، الذي عرض نصه أمامنا على لسان قرد يتجاوز حدوده في التمني. اراد الكاتب أن يسخر ويتهكم، من الواقع الاجتماعي الذي كان يعيشه، ويدعو الى لفت الانظار الى ما تعانيه الطبقات المعدمة.
- في النص المختار من ملحمة كلكامش ادناه، تتكشف لنا شخصية كلكامش، كحاكم دكتاتور وكطاغية مارد لا يعرف سوى لغة القتل والدمار. كما انه عسكر المجتمع وحوله الى ما يشبه الثكنة، من خلال تحكمه بكل تفاصيل حياة الناس وحريتهم الشخصية، وبث الرعب بينهم، كي يظل مهيمنا على الدوام.
- إنّ حوار سدوري مع كلكامش الوارد في نص الملحمة، يحمل أكثر من دلالة، فهي تفوهت بنصيحة وموعظة، ساهمت في ارشاده، الى أن خلود الانسان يكمن في عمل الخير الذي يخلف له الذكرَ الطيب. ونود الاشارة هنا الى ما يلي: النصيحة الحكيمة خرجت على لسان امرأة، وليس على لسان رجل، كما أنها خرجت من حانة، وليس من معبد. وهذا ما كشف لنا عن مكانة المرأة المرموقة آنذاك. بالمقارنة الى ما تعاني منه المرأة الآن. ويكشف لنا أيضا، أن مكانة الحانة كانت مرموقة آنذاك، قياسا بنظرة المجتمع لها الآن. لذا نتساءل: ما سبب ذلك؟ هل السبب في المرأة أم في المجتمع؟ لِمَ سادت النظرة المتدنية للحانة؟ مقابل نظرة التقديس للمعبد؟ من أين خرج الارهابيون؟ من الحانة، أم من المعبد؟
ملحق رؤيوي:
بعد ما مرّ أعلاه، نؤكد أن اسهامتنا هذه، تتصدى الى عينات نصوصٍ، من أدب العراق القديم، وتحاول تأويلها، مع مراعاة أنها من انتاج المنظومة الفكرية والاجتماعية آنذاك. لذا فان أغلب هذه النصوص، دونت بأمر السلطات المتنفذة وعلى اختلاف أزمنة تدوينها. وأنها مثلت في الألواح بأزياء دينية، لتفرض شرعية وجودها وتأثيرها على مر السنين. وأن هذه النصوص جاءت منسجمة مع الانساق (الدينية/ السياسية) الفائتة والمتعاقبة. والفاحص الجاد والمتأمل، يلمس تأثير الديانة السومرية وثقافتها، على ما تلتها من ديانات وثقافات والى الآن.
وأن الكاتب السومري هو (ناصٌّ عليم) يدون نصوصه وفق مخيلة لم يغادرها تأثيرُ النسقِ الديني والسلطوي آنذاك. وبالتالي نرى، أن سدوري، هي شخصية مهمة، كونها لعبت دورا بيّنا في التأثير على مسار الأحداث، وكانت حقا ذات عقل راجحٍ ومؤثرٍ على شخصية كلكامش المارد والمتسلط. وهي تمثل المرأةَ، بكل ما تملكه من أهمية وجودها الانساني في المجتمع القديم، سواء على مستوى الإخصاب المفضي لدوام النسل البشري، أم على مستوى رجاحة عقلها في التأثير على الرجل وامتصاص غضبه وجنونه.
إن سدوري هي صاحبة حانة المعرفة والحكمة، وحانة الدعوة لحياة الاستقرار والخصب
والنماء.
الهوامش
1- (كتاب أدب العراق القديم) طه باقر/ دار الحرية للطباعة/ بغداد 1976/ ص5.
2- (كتاب الأساطير السومرية) صموئيل نوح كريمر/ جمعية المترجمين العراقيين/بغداد 1971/ ص115.
3- (كتاب من ألواح سومر) صموئيل كريمر/ ترجمة طه باقر/ دار الوراق للطباعة والنشر/ بيروت 2010/ ص229 .
4- (كتاب أدب العراق القديم) ص214 .
5- (كتاب من ألواح سومر) ص211.
6- (كتاب من ألواح سومر) ص368.
7- (كتاب الأساطير السومرية) ص82.
8- (كتاب أدب العراق القديم) ص183.
9- (كتاب ملحمة كلكامش) ترجمة طه باقر/ دار الوراق للنشر/ عمّان 2006/ ص38.
10- (كتاب ملحمة كلكامش) ص79.
11- (كتاب أدب العراق القديم) ص35.