
1. رحيل اولا
لمْ يحنْ الوقتُ بعد
لترتلَ ترنيماتٍ ونصوص ،
وَلَمْ تئنْ أضرحةٌ سراً
فتسعف جرحَ روحٍ في خشوع،
إنما علتْ ريحٌ في ملكوت
إنما هوتْ نجمةٌ في علوٍ
وراحَ طيرٌ يتلو يباسَ الأيام
على نقائض عهد و جبروت
لَمْ يحنْ الوقتُ بعد
فتمتد بأرخبيلات في بلورات
وتقرأ كتابَ النهر متصلاً بأول
رحيلٍ في صلصال وجمرات،
أيُّ زمنٍ نامَ على جسد الإنتظار
فمضى اليوم رجزاً في سراب
لَمْ يحنْ الوقتُ بعد
إذْ ترحل في القصص رمزاً
فتغدو في الاحتمالات فصلاً
فغياب ،
يالحاءَ النخل المسافر في مكانه
أوقدناكَ ناراً أزليةً في بر
لرحيمٍ قادمٍ من حكاية أمس .
2. مطر
ماذا قالوا عن المطر
قالوا لنْ يأتي المطر هذا العام
ولنْ ينشرَ أقواسَ قزح على زجاج السماء
ولنْ يسألَ الحقول عن فورة الشمس
وهي تتلوى بين خطوطٍ ومديات
قالوا لنْ يأتي المطر عند باب الشرق
فيضيء أبعاداً ثلاثة على ارواح ونهايات
لنْ يمضيَ في آخر الوقت
فيحزن على بغداد
وينزلُ أسودَ في أقلِ نزول .
3. رحيل ثاني
لقد حلَّ مساء
وانهمر مطر
فتدحرج حجر أزرق
بين كتلتين
ايُّ حجرٍ يؤسسُ لرحيلٍ أول
فيصل المسافة المرسومة بين بابين
باب في سماء
وباب بين فراتين
مُر بين قوسين
أو سَمِها ماشئتَ
وأكتب على جدار الطين
إنَّا كُنا هنا
نسألُ عنكَ القمرين
فينزلُ الوقتُ برداء فضي
قائلاً :
أنىّ لنا لرحيل ثانيةً
بينما المطرُ ينهمر في الخارج
والمفرقين ،
من أين لنا أن نمرَ
ووليد ماسكٌ شعلةَ الريح
........ تصفرُ
أن يُخرجَ من قابين أو أعلى
سفر غياب ورحيل قلبين
كانت نبوءة ورحلة مدينتين
هكذا نودعُ بعضَنا في الطريق
والمرارةُ تعلو أفواهنا
بينما الكلام يُنزلُ
التمامَ من التراب ،
أو كان طيناً
او كان سراب ؟
مَنْ لوّحَ اليكَ بنجمتين إثنتين
من لوّحَ اليكَ بنيزكين ضدين
ولكي تُزيحَ دورتين
من زمن عالق بين مسارين
لتوقدَ شموعكَ تحت ماءٍ
وتمضي الى طبقاتٍ رخوة
في قيعان وأحجارٍ وطين ،
مَنْ لوّحَ اليكَ في بلادٍ بلا سماء
أن تصعدَ سلالمَ من خيوطٍ زرقاء
إذْ تمسكُ نافذة تطلُ على بحرين،
وماذا بعد غير هذا الرنين
ماذا غير هذا الألق الذي يتبعثرُ بعد حين وحين ،
ويجرف بنتوئهِ الرمحي طبقات وجذور وحنين