أيلول/سبتمبر 12
   
1. رحيل اولا
 ‏‎لمْ يحنْ الوقتُ بعد
‏‎لترتلَ ترنيماتٍ  ونصوص ،
‏‎وَلَمْ تئنْ أضرحةٌ سراً
‏‎فتسعف جرحَ روحٍ في خشوع،
‏‎إنما علتْ ريحٌ في ملكوت
‏‎إنما هوتْ نجمةٌ في علوٍ
‏‎وراحَ طيرٌ يتلو يباسَ الأيام
‏‎على نقائض عهد و جبروت
‏‎لَمْ يحنْ الوقتُ بعد
‏‎فتمتد بأرخبيلات في بلورات
‏‎وتقرأ كتابَ النهر متصلاً بأول
‏‎رحيلٍ في صلصال وجمرات،
‏‎أيُّ زمنٍ نامَ على جسد الإنتظار
‏‎فمضى اليوم رجزاً في سراب
‏‎لَمْ يحنْ الوقتُ بعد
‏‎إذْ ترحل في القصص رمزاً
‏‎فتغدو في الاحتمالات فصلاً
فغياب ،
‏‎يالحاءَ النخل المسافر في مكانه
‏‎أوقدناكَ ناراً أزليةً في بر
‏‎لرحيمٍ قادمٍ من حكاية أمس .
 
 2. مطر
‏‎ماذا قالوا عن المطر
‏‎قالوا لنْ يأتي المطر هذا العام
‏‎ولنْ ينشرَ أقواسَ قزح على زجاج السماء
‏‎ولنْ يسألَ الحقول عن فورة الشمس
‏‎وهي تتلوى بين خطوطٍ ومديات
‏‎قالوا لنْ يأتي المطر عند باب الشرق
‏‎فيضيء أبعاداً ثلاثة على ارواح ونهايات
لنْ يمضيَ في آخر الوقت
‏‎فيحزن على بغداد
وينزلُ أسودَ في أقلِ نزول .
 
3. رحيل ثاني
 ‎لقد حلَّ مساء
‎وانهمر مطر 
‎فتدحرج حجر أزرق
‎بين كتلتين
‎ايُّ حجرٍ يؤسسُ لرحيلٍ أول
‎فيصل المسافة المرسومة بين  بابين
‎باب في سماء
‎وباب بين فراتين
‎مُر بين  قوسين
‎أو سَمِها ماشئتَ
‎وأكتب على جدار الطين
‎إنَّا كُنا هنا
‎نسألُ عنكَ القمرين
‎فينزلُ الوقتُ برداء فضي
‎قائلاً :
‎أنىّ لنا لرحيل ثانيةً
‎بينما المطرُ ينهمر في الخارج
‎والمفرقين ،
‎من أين لنا أن نمرَ
‎ووليد ماسكٌ شعلةَ الريح
‎........ تصفرُ
‎أن يُخرجَ من قابين أو أعلى
‎ سفر غياب ورحيل قلبين
‎كانت نبوءة ورحلة مدينتين
‎هكذا نودعُ بعضَنا في الطريق
‎والمرارةُ تعلو أفواهنا
‎بينما الكلام يُنزلُ
‎التمامَ من التراب ،
‎أو كان طيناً
‎او كان سراب ؟
‎مَنْ لوّحَ اليكَ بنجمتين إثنتين
‎من لوّحَ اليكَ بنيزكين ضدين
‎ولكي تُزيحَ دورتين
‎من زمن عالق بين مسارين
‎لتوقدَ شموعكَ تحت ماءٍ
‎وتمضي الى طبقاتٍ رخوة
‎في قيعان وأحجارٍ وطين ،
‎مَنْ لوّحَ اليكَ في بلادٍ بلا سماء
‎أن تصعدَ سلالمَ من خيوطٍ زرقاء
‎إذْ تمسكُ نافذة تطلُ على بحرين،
‎وماذا بعد  غير هذا الرنين
‎ماذا غير هذا الألق الذي يتبعثرُ بعد حين وحين ،
‎ويجرف بنتوئهِ الرمحي طبقات وجذور وحنين