أيلول/سبتمبر 12
   
 
 
  1. حظيت هذه المجلة بمكانتها المرموقة منذ إصدارها في العام 1953 وحتى اليوم. وأصبحت منبراً متميزاً في قضايا الادب والفن والاقتصاد والسياسة والمجتمع، والتنوع الفكري في المساهمات والانفتاح وتعدد الآراء، ونشر الثقافة الوطنية والديمقراطية. كما انها مجلة علمية وتقدمية وشعبية منفتحة على الاخرين. وتجسد كل ذلك في شعار المجلة العتيد، ألا وهو (فكر علمي... ثقافة تقدمية)، وانعكاس تأثيرها الإيجابي في الوسط السياسي والثقافي، وفي نشر الوعي والثقافة التقدمية.
  2. ساهمت المجلة بشكل فعال في نشر أفكار الحداثة والتنوير والديمقراطية والمعرفة على الصُعد السياسية والثقافية والأدبية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف إحداث التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المجتمع العراقي، تتحقق فيه الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة. كما ان موادها ومواضعها وملفاتها وأدبها تتميز بالتنوع والرصانة والابداع، وبالمستوى الفكري والثقافي الرفيع، وبالمعرفة، والحداثة، والتقدم.
  3. لقد تعرضت المجلة خلال سنوات عمرها المديد الى الاضطهاد السياسي من طرف الحكومات الرجعية والديكتاتورية والأنظمة الاستبدادية. واستخدمت شتى أنواع الطرق القمعية والوسائل البائسة ضدها من فرض الحصار عليها و/أو منعها عن الصدور لمرات عدة، والقمع والمطاردة والسجون بحق كوادرها القيادية والإدارية، وتعتبر هذه الممارسات بحد ذاتها تزكية وشهادة على الهوية اليسارية والعلمانية والتقدمية للمجلة. وكذلك تعاني المجلة من محدودية القدرة المالية والتقنية والكوادر الإدارية المشرفة على إصدارها، إلا أنها استطاعت الاستمرار في الإصدار والتزامها الثابت للدفاع عن مبادئها النبيلة، وذلك بفضل هيئات تحريرها المتعاقبة، والاعتماد على العمل التعاوني والتطوعي من الكاتبات والكتاب ذوي الكفاءات العلمية من اليساريين والديمقراطيين والمثقفين والتنويريين عبر مسيرتها التاريخية.
  4. حصل تطور منتظم في مجالات المجلة عبر سبعين سنة من تاريخ إصدارها، وذلك بفضل هيئات التحرير المتعاقبة علـى ادارتها، وبدعم قطاعات واسعة من المجتمع ونخبة الثقافية والقراء. إلا اننا نلاحظ بان هناك نقلة نوعية للمجلة، خاصة بعد عام 2003، على صعد: الشكل والحجم والورق وإخراج المجلة، عدد وتنوع مواضعها، وانتظام صدورها في مواعدها خاصة الالكترونية منها، تزايد عدد الكتاب والمشاركين والقراء، الاهتمام بالأبحاث والدراسات والملفات والندوات الخاصة في المعرفة والوعي الثقافي والفلسفي والاقتصادي والاجتماعي، وفي مجال السياسي، الفكر والتراث الماركسي واليساري، إدارة الحوارات والمناقشات على أسس الديمقراطية تجاه الاحداث والتجارب، وتقييم مسيرة اليسار العالمي وفي المنطقة، وأخيرا تم إنشاء الموقع الالكتروني الجديد للمجلة باسم (althakafaaljadeda.net) مما يسهل على قراء المجلة الاطلاع على البيانات والمعلومات عن إصداراتها ومتابعة تحديث الموقع بشكل منتظم. إلا أنها لا تزال ليست في مستوى الطموحات المطلوبة.
  5. وفي هذا السياق، نحاول تقديم بعض مقترحات لربما قد تساعد على تجاوز بعض الصعوبات وتساهم في تطوير المجلة شكلاً ومضموناً، وكالاتي:
  • ضرورة استمرار المجلة في إصدار نسختها الورقية بجانب النسخة الالكترونية، وخاصة للمشاركين فيها من الأشخاص والمكتبات والمراكز الأبحاث والمشاركة في المعارض الدولية والإقليمية؛
  • تطوير موقع المجلة على الانترنيت، والاستفادة التطوعية من المختصين والمؤهلين في إدارة وإدامة الموقع، ومتابعة تصميمه وتحديت البيانات والمعلومات فيه بشكل دوري ومنتظم؛
  • يجب ان تكون هذه المجلة الرائدة شاملة للجميع، وتخصيص حقل لدراسات عن مشاكل المجتمع، منها: قضايا المرآة والشباب، مسائل البيئة، الرياضة، الادب والمسرح والفنون التشكيلية، العلوم باختلاف فروعها..الخ؛
  • تشجيع وتحفيز الشباب والنساء على الكتابة في المجلة في مواضيع المشاريع الريادية، لما لها من أثر على عملية التنمية المستدامة؛
  • تحسين الجانب المالي للمجلة عن طريق نشر الإعلانات فيها، ولاسيما النسخة الالكترونية منها، واستحصال مبالغ الاشتراكات بشكل منتظم، وجمع التبرعات الطوعية من الأشخاص والجهات المعنوية الداعمة للمجلة في مناسبات مختلفة بدون قيد أو شرط؛
  • فتح أبواب المجلة أمام كل الأقلام المبدعة والأفكار التنويرية والحداثة والمؤمنة بأهداف ونهج المجلة، كذلك حث أعضاء هيئة ومجلس التحرير على مزيد من المشاركة في الكتابة للمجلة؛
  • يجب ان يكون للمجلة دور فعال في نشر مزيد من المقالات والدراسات التي تساهم في تطوير الفكر الاقتصادي، بهدف نشر الوعي الاقتصادي الوطني، وتساهم في بلورة رؤيا اقتصادية في مناقشة وتقيم المشاريع والبرامج الاقتصادية التي تطرحها الحكومة، واثارها المستقبلي على الاقتصادي العراقي؛
  • تشهد المجلة اليوم تطوراً ملحوظاً في تصميمها وحجمها ورصانة وتنوع مواضيع نشرها، والحالة هذه تتطلب التوسيع في عدد كوادرها من المحررين والاداريين والفنيين والقائمين على الطباعة والمنسق لصفحتها على الانترنيت، وايصالها الي المشتركين في مواعد إصدارها وبشكل منتظم؛
  • لنحتفل في ذكرى إصدار مجلة (الثقافة الجديدة) في تاريخ إصدارها وتحويلها الى مهرجان وتظاهرة ثقافية، أدبية، ومعرفية، وجعل من ذلك تقليدًا في كل مناسبات إصدارها، بحيث تتضمن فعاليات وأنشطة متنوعة، من إقامة الندوات والمعارض الفنية، وإلقاء الشعر، والبرامج الأدبية والثقافية المتنوعة، ودعمها ماليا والاستفادة من الاعمال الطوعية لهذا الغرض، وذلك تقديرا لمكانة هذه المجلة المرموقة والقيمة والرصينة، وشهرتها العالية في أواسط المثقفين والسياسيين من مختلف الكتاب والقراء وأطياف الشعب العراقي وفي الدول العربية.
 
ختاماً، أشكر هيئة تحرير مجلة (الثقافة الجديدة) على دعوتهم الكريمة لمشاركتي في الملف الذي يصدر على شرف اليوبيلية السبعينية لانطلاق المجلة الأغر. وأتقدم بهذه المناسبة الجليلة والجميلة، بأجمل واحر التهاني القلبية، مع باقة ورود حمراء لرئيس وأعضاء مجلس وهيئة تحرير المجلة وكتابها وقرائها الأكارم، راجيا للجميع التوفيق والصحة والنجاح المتواصل ومزيد من العطاء المثمر خدمة للفكر والعقل الإنساني التقدمي والحضاري.