الأعزاء في هيئة تحرير الثقافة الجديدة
تحية طيبة وبعد
كانت وستظل مجلة (الثقافة الجديدة) رائدة في رفع راية التنوير والفكر الحر، فمنذ انطلاقها كانت واضحة في منهجها العلمي الرصين في زمان ومكان ما زال حتى الآن يحبو لتلمس النور، وكأن ما حصل ويحصل في العالم من تطور وتحديث لا يعنيه. ورغم ما تعرضت له مجلة (الثقافة الجديدة) من ظروف طيلة السبعين عاما من عمرها المجيد، لكنها حافظت على الصورة المشرقة لما هو مطلوب منها، وكل ذلك جاء بما امتلكته من مشرفين ومحررين عملوا فيها منذ انطلاقها حتى اليوم من جهادية نضالية عالية وإرادة قوية وفكر ناضج وواع وقدرات ثقافية في كافة المجالات من أدب وفن وفكر وثقافة متنوعة.
لربما من الصعب الحديث عن مجلة (الثقافة الجديدة) ودورها الحالي في زمن يعاني فيه الجيل الحديث من قلة أو حتى انعدام الرغبة في القراءة والاطلاع على ما هو جديد في عالم التنوير والحداثة والأفكار الجديدة والإبداع في مجالات الثقافة المختلفة، لذا نجد كل ما هو مطروح تتلقاه النخبة المثقفة فقط، ومن الصعب الوصول لمساحات أوسع. ولا نستغرب ان نسمع ان هناك الكثير من رفاقنا لا يستطيعون قراءة المجلة ومتابعة ما يطرح فيها من مواد وقضايا معاصرة ومستقبلية حتى، لذا لا بد من فتح حوار جدي مع الشبيبة ومناقشة سبل الارتقاء بهم الى ان يتواصلوا مع الأفكار والإبداع في مجالات الثقافة المنوعة وكيفية تشجيعهم على المطالعة وحب القراءة والمعرفة لكل ما يدور في عالم اليوم، أقدر صعوبة ذلك ولكن علينا بمثل هكذا حوار.... دمتم ومعكم يداً بيد من أجل غدٍ وضاء.