أيلول/سبتمبر 12
   
    مقدمة  
     يتميز الكائن البشري عن الحيوان بخاصيتين أساسيتين هما: العقل والكلام اللذان يساعدانه على التنظيم والتفكير والتواصل مع غيره، والتعبير عن آرائه وقناعاته، وترجمة مشاعره المجردة إلى ملفوظات، لكنه يشترك مع الحيوانات في غريزة حب البقاء التي تدفعه إلى الصراع ضد كل من يحسبهم مصدر تهديد لأمنه واستقراره ومصالحه الخاصة، أو يكتفي بأخذ الحيطة والحذر منهم. وهذا الصراع بدوره يتخذ فيه الإنسان وضعيتين: إما أن يكون في وضعية الهجوم التي يستمدها من شرعية ما أو من سلطة ما، وإما أن يكون في وضعية الدفاع التي يتخذها في - غالب الأحيان - حينما يكون مستضعفا مغلوبا.
   ومن هذا المنطلق، فإن مبدأ الصراع يتحكم في الغريزة الإنسانية، ويسيطر عليها في كل الأزمنة والأمكنة، وهذا جلي في علاقته مع الآخر الفرد أو الجماعة أو المؤسسة.
  ضمن هذا السياق، يشكل الاحتجاج مظهرا من مظاهر الصراع الإنساني الذي يعد تعبيرا عن السخط والرفض لواقع ما أو تمردا عن وضع ما. ويتحدد حسب طبيعة النزاع وأطرافه. ويهمنا في هذا المقام الأشكال الاحتجاجية التي تتخذ من الخطابات اللغوية المكتوبة والمنطوقة سبيلا للإفصاح عن عدم الرضا وقناة لتصريف كل التعابير الدالة على الاحتجاج.
 
  الاحتجــاج بوصفه ممارسة اجتمـاعية
    لا يخلو مجتمع من المجتمعات البشرية قديما وحديثا من ظواهر الاحتجاج والتظاهر كرد فعل ضد أوضاع سياسية واجتماعية التي يعيشها الأفراد لأسباب تختلف من مجتمع لآخر. فقد شهد العالم الثالث على سبيل المثال تدخلات استعمارية أجنبية استغلت الثروات وأفقرت الشعوب؛ ما دفع البلدان المحتلة إلى مجابهة قوى الاستعمار ومقاومتها بشتى الوسائل الممكنة.
     لقد عاش المغرب بدوره تجربة المقاومة ضد المستعمر من خلال جهود الحركة الوطنية للمطالبة بالاستقلال. ولم تتوقف ظاهرة الاحتجاج عند حدود ما هو خارجي. بل تجاوزته إلى المطالبة بإصلاحات وتغييرات داخلية بعد الحصول على الاستقلال في مختلف الميادين. فمن الاحتجاجات التي عرفها المجتمع المغربي نذكر:
  • " انتفاضة الريف سنة 1958
  • احتجاجات ضد رفض تسجيل الطلاب سنة 1965
  • احتجاجات ضد رفع أسعار المواد الاستهلاكية 1981
  • احتجاجات المطالبة بالعدالة الاجتماعية 1990 "(1)
  بالإضافة إلى نماذج احتجاجية أخرى عرفها العقد الثاني من الألفية الثانية مثل: حركة 20 فبراير 2011، وحراك الريف 2016، وحركة الأساتذة المتعاقدين منذ سنة 2018 إلى اليوم. وتهدف هذه الاحتجاجات إلى إحداث تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية. وبالتالي، فإن "الحضور المكثف للحركة الاحتجاجية في الاجتماع الإنساني يجعلها ظاهرة مجتمعية"(2).
 في ظل هذا المسار الطويل من الاحتجاجات التي عرفها المغرب في مختلف المجالات، هل يجوز نعتها بالحركات الاحتجاجية؟ أم أن لهذا المفهوم خصائص تحدده؟
في مفهــوم الحركـــة الاحتجاجية 
عرف مفهوم الحركات الاحتجاجية مجموعة من التعريفات المختلفة والمتنوعة حسب طبيعة الحقول المعرفية التي قامت بمقاربته. فنتج عن ذلك بروز مفاهيم أخرى مثل: "الحركة الاجتماعية"(3). "الحركة الاجتماعية الجديدة. الحركة الاجتماعية القديمة"(4). أما الحركة الاحتجاجية فهي "أهم أساليب الحركات الاجتماعية التي تسمح للأفراد بالتعبير عن مطالبهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، من خلال المسيرات والمظاهرات والإضرابات"(5)، والملاحظ أن أسماء الاسماعيلي اعتبرت الحركة الاجتماعية أعم وأشمل من حركة الاحتجاج حيث وصفت الحركة الاحتجاجية بكونها أسلوبا من أساليب الحركة الاجتماعية. وبهذا المعنى فالحركة الاحتجاجية بدورها لها تمظهراتها الخاصة التي تتجسد في المسيرات والتظاهرات والإضرابات. وإذا أردنا صياغة تعريف آخر معتمدين نفس التراتبية سنقول: الحركة الاجتماعية فعل ميداني احتجاجي ضد جهة ما، يهدف إلى تحقيق مطالب الفئات المحتجة. ومن جهة أخرى تحيل الحركة الاحتجاجية على أنها "التقاء جماعة من الناس حول محاولة إحداث التغيير الاجتماعي والسياسي"(6).
 ويبدو من خلال التعريف الأخير، حضور ثلاث خصائص أساسية للحركة الاحتجاجية وهي: خاصية وجود المعترض المتمثل في الجماعة، أي ما يمكن نعته بالحشد، وخاصية التغيير التي تشكل المحرك الأساس لكل احتجاج من وضع قائم إلى آخر منشود، ثم خاصية الاتفاق التي تؤطر الفئة المحتجة وتقودها نحو الاحتجاج؛ نظرا لوجود قضية مطلبية مشتركة يسعون إلى كسبها.
أسـس حركات الاحتجاج          
       إذا كان هدف الحركات الاحتجاجية الأقصى هو التغيير والحصول على المطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فإنه من الضروري أن تتوفر مجموعة من الأسس في الفئات المحتجة لأجل نجاح الفعل الاحتجاجي، ومن ثم بلوغ الأهداف المرجوة. وهذه الأسس هي: "الجدارة، والاتحاد، والعدد، والالتزام"(7) فلا بد من توفر العدد الكبير من الناس  حتى يمكنهم ملء الفضاء العام، والملتزمين بالدفاع عن قضيتهم وبشروط التنظيم التي تمليها العناصر القيادية من خلال البيانات، بالإضافة إلى أن عنصر الاتحاد عامل مهم وحاسم شديد الارتباط بعنصر العدد خاصة  في لحظات التدخل القمعي. تنضاف خاصية أخرى جوهرية وهي "الاستمرارية "(8)؛ لأن التغيير لا يتم خلال وقت وجيز، بل يحتاج الكثير من الجهد والصمود أقصى مدة ممكنة، فالمعترض عليه هو الآخر يقدم على ما بوسعه لفض المحتجين وثنيهم عن الفعل الاحتجاجي باللجوء إلى جميع الأساليب المسعفة في ذلك، فهناك "انتفاضات ومحاولات تغييرية تبرز من حين إلى آخر في أقل البنى دينامية، ولكنها تطمس بسرعة لشدة قوى القمع"(9) حيث إنها لا تكون قائمة على الأسس السالفة.
   هكذا، يستخلص مما تقدم، أن الأسس التي تبني عليها الحركات الاحتجاجية فعلها الدال على الرفض لا يحقق النتائج المنشودة إذا غاب عنصر من عناصره السابقة. فمن اللازم توفر تلك الأسس في كليتها المتماسكة حتى تنجح الفئة المحتجة في بلوغ مقاصدها. 
 
أشكال الاحتجاج
      تتوسل حركات الاحتجاج في المغرب عموما بأساليب متنوعة، مثل: التظاهر، الاعتصام، الإضراب، المسيرات والوقفات وغيرها، للدلالة على الرفض وعدم الرضا بالوضع القائم، وقد كانت هذه الحركات تقتصر على استغلال الفضاءات العامة لممارسة فعل الاحتجاج، وبفضل ما شهده العالم من تطور تقني وتقدم هائل في وسائل الاتصال ظهرت أشكال احتجاجية جديدة ، انتقلت من استغلال الفضاء العام الواقعي إلى الفضاء الافتراضي. إن هذا النوع من الاحتجاج يعبر عن أفكاره ومواقفه باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، مثل: حملة المقاطعة *وحراك الريف *حيث انطلقت شرارتهما من الفيسبوك بواسطة نشر الهاشتاك والصور ومقاطع الفيديو الدالة على الغضب والاحتقان.
  وإذا كانت حركات الاحتجاج في المغرب تمارس فعلها معتمدة الطرق الممكنة، فإننا سنحاول الوقوف عند مفهوم بعض الأشكال فقط؛ لأننا نستحضر موضوع المقالة "احتجاجات الأساتذة المتعاقدين". وبهذا فإننا سنركز على الأشكال التي مارستها هذه الفئة للتعبير عن سعيها إلى الإدماج ضمن أسلاك الوظيفة العمومية.
 
   الاحتجاج بين المظاهرة والإضراب والاعتصام
      تعرف التظاهرة بأنها "كل موكب أو استعراض أو تجمع منظم سلمي أو صاخب متحرك في الطريق العام من أجل التعبير عن موقف باللفظ والإشارة أو الكتابة أو الدفاع عن إرادة جماعية، دعا إليه أشخاص معينون معروفون تبعا لتصريحهم لدى السلطة المحلية المختصة"(10). ويتضح من خلال هذا التعريف أن التظاهرة تتسم بكونها سلمية ومنظمة ترافقها أشكال تعبيرية عن مطالب معينة. أما من حيث إطارها القانوني فهي تستوجب إذنا وتصريحا لدى السلطة التي تتخذ قرار الرفض أو الموافقة، بالإضافة إلى أنه لا يسمح تنظيمها "إلا للأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والهيئات المهنية والجمعيات المصرح بها بصفة قانونية"(11).
  يتبين أن التظاهرة شكل احتجاجي شامل وواسع. حيث يضم المسيرة التي توصف بأنها "تنقل جماعي احتجاجي، سلمي صامت في اتجاه مقرات السلطة المحلية"(12). كما تضم التظاهرة شكلا آخر وهو الوقفة التي "تحدد بوصفها احتجاجا اجتماعيا سلميا، قوامها الجلوس على الأرض أو الوقوف في الفضاء العمومي"(13).
يشكل الإضراب نوعا احتجاجيا مألوفا بالنسبة للأساتذة المتعاقدين وكذلك يعد الشكل الأكثر حضورا في ممارستهم الاحتجاجية لكونه حقا مضمونا كما جاء في الفصل 29 من دستور 2011. فهو "كل توقف جماعي عن العمل يتم بصفة مدبرة ولمدة محددة. من أجل الدفاع عن حق من الحقوق أو مصلحة من المصالح الاجتماعية أو الاقتصادية المباشرة للأجراء المضربين"(14).
يستخلص من التعريف السابق مجموعة من الخصائص المتعلقة بالإضراب، وهي التخطيط  المسبق والتصريح به، ثم التحديد الزمني، فالتوقف لا يفيد الاستمرارية، إنما مرتبط بفترة زمنية مؤقتة يتم بعدها استئناف العمل. بالإضافة إلى خاصية الكثرة، حيث يتم تجسيد الإضراب من طرف مجموعة من الأجراء بدعوة من جهة تمثيلية ما.
يتحدد الاعتصام بكونه "مظهرا احتجاجيا ضد سياسة ما عن طريق الوجود والتجمع السلمي، أمام مكان أو مقر يرمز إلى الجهة التي تمارس السياسة موضع الاحتجاج"(15). ومن الواضح أنه اعتكاف لا يمارس إلا أمام المقرات المعنية بالأمر إما بشكل جزئي أو يكون مبيتا، يهدف من خلاله المحتجون للضغط على المسؤولين ولفت الأنظار لأجل نيل مرادهم.
 
تقنيات الاحتجاج في شعارات التعاقد
يسعى كل فعل احتجاجي إلى الضغط على الجهات المسؤولة، للاستجابة لمطالبها التي ترفعها باعتماد أشكال خطابية متعددة كـ: اللافتات والأغاني والهتافات، والصور والشعارات .... التي أطلق عليها: "خطاب الميادين(16)"، أي: الخطابات التي أنتجها المحتجون أثناء القيام بمسيرات ووقفات؛ لأن الاحتجاج "فعل يقرأ كلغة وكخطاب حابل بالإشارات والرموز، إنه تعبير لغوي جسدي يرسله أفراد إلى جهة ما(17)". وإذا عدنا لاحتجاج المتعاقدين سنجد أنهم صنعوا لأنفسهم شعارات خاصة بسياق الاحتجاج ومرتبطة بالظرفية التي ولدت فيه قضية التعاقد، وفي نفس الوقت استعاروا مجموعة من الشعارات الأخرى من ممارسات احتجاجية سابقة.
إن صناعة الشعارات بمختلف أشكالها، تدل على قدرة المحتجين على الإبداع والابتكار، من خلال تعدد توجهاتهم وخبراتهم العلمية والثقافية اللتين توظفان لخدمة قضية موضع الاحتجاج.
 
في مفهوم الشعار
يعتبر الشعار خطابا قابلا للتأويل والقراءة الذي يتحدد بوصفه "مدونة لغوية قائمة بذاتها، وهو كذلك رسالة مكتفية بذاتها، وتعبير أو علامة بليغة المضمون، مكثفة الشكل، وسريعة الإبلاغ والإيصال(18).
يتبين، من خلال التعريف السابق، أن الشعار اللساني يشترط فيه الإيجاز والتكثيف في المعنى؛ لكونه شكلا تعبيريا ينتجه فرد أو جماعة من الناس بطريقة مختزلة، يعالجون بواسطته قضية سياسية أو دينية أو اجتماعية أو اقتصادية. ويتم استعماله في المسيرات والتظاهرات؛ لأنه "عميق الدلالة، وله قدرات إقناعية، مثل: التنبيه والتحذير ولفت الأسماع، فضلا عن التهكم والتندر وصولا إلى النقد والسخرية والتعريض"(19) يغير إثرها المتلقي وجهة نظره، وفي الآن ذاته يخلق الحماس في حامليه.
إن تحديد مفهوم الشعار اللساني يتطلب منا استحضار مفهوم آخر، وهو الهتاف الذي يلازم الشعار ويمنحه الشهرة والانتشار بين المتظاهرين. إنه ذلك الصوت العالي الذي يصدح به المتظاهرون، ومن خلاله يعبرون عن مطالبهم بشكل جماعي. فالهتاف، بهذا المعنى، تعبير عن انصهار الذات في الجماعة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الفئة المتظاهرة، يمنحها القوة ويشعرها بالحماية، وهذا "ما يجعل الجماهير المحتشدة قادرة على القيام بأعمال يعجز عنها الفرد الواحد"(20) عندما يكون معزولا عن الجماعة التي تسانده.
إذا كانت غاية الأساتذة المتعاقدين من رفع الشعارات وترديدها في الساحات العمومية، تتحدد في التعريف بنظام التعاقد وبخطورته على المدرسة العمومية، ومحاولة كسب تأييد الرأي العام المغربي، فإنه ليس كل شعاراتهم تمتلك من المقومات اللغوية التي تزاوج بين التعبير الفصيح، وبين التعبير الدارج، والمقومات الفنية الجمالية، والبلاغية ما يسعفها لتؤدي وظيفة الإقناع؛ لأن "رواج الشعار وسهولة تداوله بين الجمهور متعلقان أساسا ببناه اللغوية المكثفة، المرنة، المفهومة والمشجعة والحاملة أوجاع الناس وترقباتهم"(21). إن الخصائص السابقة هي التي تجعل شعارا معينا يلقى انتشارا واسعا بين الحشود المتظاهرة، بل أكثر من ذلك، يستعار ليتم ترديده في فعل احتجاجي حول قضية مختلفة من حيث الزمان والمكان عن القضية التي أنتجته، فتضاف إليه تغييرات طفيفة تنسجم مع مضمون القضية الجديدة.
 
 بلاغة الأسلوب في شعار التعاقد
لم يقتصر الأساتذة المتعاقدون على الشعارات ذات التعبير الفصيح، إنما أنتجوا شعارات ذات التعبير العامي الدارج انسجاما مع طبيعة السياق الاجتماعي، الذي تستعمل فيه اللهجات أكثر من التعبير الفصيح، سواء في الواقع أو في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى أن اللغة الأمازيغية أيضا رفعت بها الشعارات، خاصة في المناطق الجنوبية.
يجمع تحليل الشعارات في هذا المبحث بين ما أنتج بالفصحى، وما أنتج بالكلام الدارج؛ نظرا لكونهما معا خطابا، غايته التواصل، ثم الإقناع.
 
المستوى البياني والمستوى الأسلوبي
  • التشبيه
يعد التشبيه أحد أركان علم البيان، ويقصد به "الدلالة على مشاركة شيء لشيء في معنى من المعاني أو أكثر على سبيل التطابق أو التقارب لغرض ما"(22).
"الله، الله يا بابا
هذه دولة أو لا* غابة
فرضوا علينا التعاقد، والمستقبل أو لا ضبابة".
حين نتأمل الشعار أعلاه، نجد أنه صيغ بتعبير عامي يتناص من حيث الألفاظ والقافية مع إحدى الأغاني، لكن هذا الجانب خصصنا له مبحثا خاصا. أما مكونات التشبيه الحاضرة فيه، فيمكن أن نحددها في تشبيه التعاقد بالضبابة (الضباب الكثيف) ويتجلى وجه الشبه بينهما في الغموض والرؤية غير الواضحة للطريق الذي تحيل عليه كلمة المستقبل، ويحضر عنصر آخر في هذه العلاقة بشكل ضمني، ألا وهو السائق الذي يرتبط بشكل مباشر بكلمة الضبابة. إن الأستاذ المتعاقد بات يجهل مصيره، ولا يملك خريطة المستقبل؛ بسبب نظام التعاقد، مثل السائق الذي يمنعه الضباب الكثيف من رؤية الطريق الذي يسلكه بوضوح، فيظل خائفا حذرا من أن يصطدم بمجهول ما.
  • السجع
يقصد بالسجع اتفاق فواصل الجمل النثرية في الحرف الأخير، وهذا يحضر كثيرا في الشعارات؛ لأنه يمنح الجملة قوة إيقاعية.
"أمزازي،
يا وزير التربية
عجل بالحل، ولا تحماض القضية".
تنتهي كل من كلمتي "التربية والقضية" بحرفين (ياء، تاء) مما يعطي للشعار جرسا موسيقيا يلفت انتباه السامع، إلى جانب هذا، يحضر في الشعار أسلوب النداء "يا وزير" وأيضا أسلوب الأمر "عجل" مرفوقا بالتخيير، فإما أن يتم حل المشكل أو ستزداد الأمور سوءًا، "تحماض القضية" وهو تعبير مجازي دارج يستعمل لوصف مشكلة كبيرة يصعب حلها.
إن مخاطبة الجمهور المكون من أساتذة التعاقد وزير التربية لم يكن باستحضار موقعه الدال على السلطة، فخاطبوه باستعمال اسمه مجرد من أية أداة للتعظيم، وباستعمال أسلوب الأمر التي يخير بين فعلين، ما يعني أن الفئة المحتجة في لحظات الهتاف يعتبرون أنفسهم من يمتلكون السلطة التي يستمدونها من الحشد الغفير المشارك في المسيرة.
ج. التوكيد – التكرار
يشكل التوكيد أسلوبا يستخدم لغرض ترسيخ فكرة أو التذكير بها، وقد يكون من أجل إبراز أهميتها، أو جعل المتلقي ينته إلى كلام المرسِل، ويكون إما بتكرار الكلام أو بأدوات مثل: إن والقسم ...
"إنا حلفنا القسما .
ألا نخون الأمانة .
إنا وإن طال الزمن، لابد يوما ننتصر".
لقد وظف الشعار أعلاه أساليب التأكيد من خلال القسم واستعمال حرف (إنا) التي تكررت مرتين لتدل على التأكيد وعلى تكرار الضمير نحن. كما يوجد تأكيد على ضرورة الانتصار، وذلك من خلال تحقيق المطالب.
د. الاستفهام
يستخدم أسلوب الاستفهام لطلب الفهم، ويمكن أيضا أن يخرج عن مقتضاه الأصلي ليفيد التعجب أو الاستنكار... ويتمظهر هذا الأسلوب في الشعار الآتي:
 شكون حنا؟
أساتذة .
 إرهابيين؟؟
 لا .لا .
مخربين؟
لا .لا .
أشنو بغينا؟
الإدماج.
هذا الشعار هو حوار على شكل سؤال وجواب بين الشخص الذي يردد وراءه المحتجون الشعارات وبين الأساتذة المتعاقدين. فهو يطرح أسئلة على المحتجين التي ليس غايتها طلب الفهم، إنما إظهار أن الأساتذة مظلومون من طرف الوزارة؛ لأنها حرمتهم من حقوقهم التي يرونها مشروعة. فهي وضعتهم في كفة الإرهابيين والمخربين، والذي يدل على ذلك هي إجاباتهم بالنفي الدال على التوكيد. وفي نفس الوقت يرسلون رسالة إلى الرأي العام مفادها أنهم لا يريدون شيئا إلا الإدماج، بينما الوزارة لم تستجب لهم. وبالتالي تتحمل المسؤولية كاملة.
 
هـ. الكناية - المقابلة
وارفع إشارة الانتصار
للأستاذ تحية، رمز الصمود والنضال، والوفاء للقضية .
وارفع إشارة الزيرو
للوزير ها هي
رمز الكسل والخنوع، والتجارة في القضية 
 
لقد عبّر عن العار أعلاه باستعمال الكناية من خلال لفظة "إشارة الزيرو" للتعبير عن معنى آخر وهو الفشل، وأن الوزير دون المستوى. فبدل وصفه بالفاشل بصيغة مباشرة، تم استعمال الرقم صفر، باعتباره أقل درجة بين الأعداد، والذي يحصل على تلك الدرجة لا يرقى إلى المستوى المطلوب، ودليل على الغباء.
وتتجلى المقابلة في السطر الثاني والسطر الخامس. فقد وردت ثلاث كلمات التي هي: الصمود النضال، الوفاء لتقابلها كلمات تتضاد معها، وهي: الكسل، الخنوع، التجارة للدلالة على توجهين متناقضين: الأول يحيل على المبادئ السامية التي يمثلها الأستاذ، والثاني يدل على غياب النزاهة التي يمثلها الوزير.
 اتضح من خلال ما سبق، أن الشعارات اللسانية التي رفعها أساتذة التعاقد ذات أبعاد تتجاوز المستوى اللغوي إلى مستوى الإقناع، حيث إن الشعار اللساني يستثمر اللغة والبلاغة من أجل الوصول إلى الغاية التي لأجلها أنتج. والدور الذي أدته الشعارات هو التعريف بالقضية في مستوى أول، ثم التأثير في المتلقين وحملهم على تبني الفكرة التي يدافع عنها المتعاقدون والتي تتمثل في إلغاء التعاقد، وتحقيق الإدماج ضمن أسلاك الوظيفة العمومية.
 
التضفير الخطابي في شعارات التعاقد
عرف الكائن البشري بكونه مبدعا، يبتكر في شتى المجالات؛ لأن الحاجة والضرورة تحتمان عليه أن يكون كذلك، تلبية لمتطلباته. وفي مجال الكتابة والفن يسعى الانسان المبدع إلى تصوير الواقع بطرق مرآوية أو أخرى تخلق ما ينبغي أن يكون. منطلقا في عمليته الإبداعية من تجاربه وتجارب السابقين عنه لابتكار نموذج جديد أو محاكاة لما هو موجود. فالكاتب على سبيل المثال يتأسس إبداعه من كتابات السابقين عنه الذين اطلع على كتاباتهم، لينتج عملا إبداعيا يتناص مع أعمال سابقة.
من هذا المنطلق، يسعى هذا المحور إلى معرفة الخطابات التي اعتمدها أساتذة التعاقد لبناء خطاباتهم الجديدة التي تتمثل في الشعارات، بالإضافة إلى محاولة فهم الغرض من توظيف تلك الخطابات من أجل إنتاج الشعارات.
 
  التضفير الخطابي في شعارات التعاقد ودورها في الإقناع
يتحدد التضفير الخطابي بوصفه مزجا بين خطابات من ميادين مختلفة، وتنزيلها من أجل إرسال رسالة تخدم سياقات خاصة. إنه شكل من أشكال التناص الذي يستعير خطابا ما ينتمي إلى مجال ما، وأنتج في سياق ما؛ لإدماجه مع خطاب جديد يختلف سياقيا عن الخطاب المستعار.
لا تنشأ الخطابات من فراغ، بل تكون امتدادا لخطابات سابقة عنها، وفي هذا الصدد، اعتمد أساتذة التعاقد - لبناء شعاراتهم - مجموعة من الخطابات المنتمية إلى تخصصات مختلفة. فقد وظفوا الخطاب الشعري، واعتمدوا الخطاب الفني المتمثل في الأغاني. وباستثمارهم للخطابات المنتمية إلى مجالات متنوعة، فقد "عمدوا إلى تحريف بعض البنى اللغوية السكونية بغية إدخال نصوص وتراكيب... وإدراجها في نصوص هتافات وشعارات"(23). ثم قاموا بترديدها بشكل جماعي.
   التضفير بين الخطاب الشعري وبين شعارات التعاقد
يظهر هذا المزج بين الخطاب الشعري وبين الخطاب الاحتجاجي من خلال استحضار المحتجين لأجزاء من القصائد الشعرية، مثل، قصيدة "إرادة الحياة " لأبي القاسم الشابي أو إحدى قصائد سيد قطب. ويمكن توضيح هذا المزج من خلال الشعارين الآتيين:
                  إذا الأستاذ يوما أراد الحياة ::::::: إينوض إدوي على راسو أوبراكا من السكات *
 
استحضر الشعار اعلاه مطلع قصيدة الشابي، فوضع الصدر كما هو مبدلا كلمة الشعب بكلمة الأستاذ؛ لأنه في هذه الحالة المعني بالخطاب دون غيره، بينما غير العجز كليا حسب ما فرضه سياق التلفظ الجديد، مغيرا اللغة الفصحى إلى اللغة العامية.
إن الإبداع في الشعار السابق الذي يتجلى في هذا الدمج بين اللغة الفصحى والكلام الدارج له وقع على نفسية المتلقين، بالإضافة إلى الدقة في اختيار الخطاب الأنسب لطبيعة السياق. فالشاعر السابق يهيج العاطفة لما يحمله من طابع ثوري يشعل الحماس في الجماهير المحتجة.
استعار الأساتذة المتعاقدون قصيدة سيد قطب لتكون شعارا يندد بالظلم أثناء اعتصامهم أمام البرلمان.
أخي أنت حر برغم العقود        أخي أنت حر بتلك القيود
أخي سوف تشهد تلك الرباط     جيوشا لهم رغبة من حديد
 
يلاحظ من خلال الشعار السابق أن التغييرات التي أحدثت على القصيدة تظهر في البيت الأول حيث حلت كلمة العقود محل كلمة السدود، لتفيد سياق القضية، زيادة على ذلك، فإن البيت الثاني تغير بالكامل ليحيل على الموضوع الجديد المتمثل في احتجاجات الأساتذة بالرباط.
التضفير بين الخطاب الفني وشعار التعاقد
يقصد بالخطاب الفني الأغاني والأناشيد التي تم استثمارها في الاحتجاجات لتشكيل شعارات تخدم قضية المتعاقدين الذين اعتمدوا مجموعة من الخطابات الفنية، بعضها قاموا بتغييرها كليا أو جزئيا، بينما رددوا البعض منها كما هي في الأصل، وللتمثيل لهذا الخصوص نستحضر ثلاثة نماذج:
حنا أولادك يا مغرب مجيناش من برا
وراه التعاقد قتلنا بالمرة.
 
يتقاطع هذا الشعار مع أغنية "صوت الحسن" من حيث الألحان، كما يتقاطع مع أغنية نعمان لحلو "حنا أولادك يا تافيلالت" من حيث الاستهلال. فهذا المزج بين الخطاب يؤكد القدرة الإبداعية للمحتجين في إنتاج الشعارات التي تدعم القضية. وقد تم اختيار أغنية "صوت الحسن" وإقحامها  في الشعار لما لها من تأثير على عاطفة المستمعين؛ لأنها تخاطب فيهم وجدان الوطن وتذكرهم  بقيمته، وتحيي فيهم روح الارتباط به، والتضحية لأجله.
يا من يبتغي عيش الكرام؟
سيروا، دائما إلى الأمام
واهتفوا وقولوا: الإدماج لنا ولغيرنا.
يشكل الخطاب أعلاه جزءا من أغنية محمد عبد الوهاب "نشيد الوادي" وتم إدراجها في الشعار، مع تغييرات على مستوى الكلمات انسجاما مع الظرفية ومع مقام الشعار الذي رفع في سياق دفاع المتعاقدين عن قضيتهم المتمثلة في الإدماج ضمن أسلاك الوظيفة العمومية.
 وظف أساتذة التعاقد خطابا فنيا آخر وهو عبارة عن أغنية لجماهير فريق الرجاء البيضاوي "فبلادي ظلموني"، وتم رفعها شعارا، ورددت من طرف المحتجين الذين تفاعلوا معها بالإيجاب؛ نظرا لعدة اعتبارات:
- وجود مجموعة من الأساتذة يشجعون الفريق نفسه.
- كونها تتوافق مع طبيعة الوضع الذي يعيشه الأساتذة المتعاقدين، فهي تصور الواقع القاسي الذي يعيشه الشباب المغربي.
- اعتبارها وسيلة لكسب تعاطف الجماهير، للمساهمة في الدفاع عن قضيتهم؛ لأنهم يشكلون قاعدة كثيرة العدد.
 
     تركيب
تأسيسا على ما سبق، فإن احتجاجات الأساتذة المتعاقدين، يمكن إدراجها ضمن الحركات الاحتجاجية كما سبق تحديدها، حيث إنها تكاد تتوفر على جميع الخصائص المميزة للحركة الاحتجاجية، مثل: التنظيم والاستمرارية والعدد والتغيير، والالتزام ... علاوة عن كونها تعبر عن رفضها لوضعها بممارسة مجموعة من الأشكال الاحتجاجية. منها ما هو تقليدي مثل التظاهرات والاعتصامات والمسيرات والإضراب عن العمل، ومنها ما هو جديد يمكن وصفه بالاحتجاج الافتراضي حيث توظف شبكات التواصل الاجتماعي لطرح مختلف أسباب الاحتجاج وتوضيح جوانب القضية للرأي العام الذي صار منخرطا بشكل كبير في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.
إن الشعار اللساني بوصفه التعبير الذي من خلاله يعرف المحتجون بمطالبهم وأسباب احتجاجهم، فإن اختياره يقتضي الكثير من التفكير، ويتطلب أشخاصا مبتكرين ومبدعين. وهذا ما اتضح انطلاقا من شعارات المتعاقدين التي توظف أساليب بلاغية مختلفة، وتستحضر خطابات فنية وشعرية لغاية إقناع المتلقي بشرعية المطالب المرفوعة، وحمله على تبني القضية والدفاع عنها والانخراط في التوعية بها.
 
محمد دهموش -  باحث من المغرب
 
 
الهوامش:
1-  عمرو الشوبكي وآخرون، الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي. مركز دراسات الوحدة العربية،  ط2. بيروت، 2014. ص 169-170
2  - الحبيب استاتي زين الدين، "من الاحتجاج على التسلط إلى سلطة الاحتجاج: حالة المغرب" . مجلة المستقبل العربي . العدد، 453،  2016. ص 51
3  - هي محاولة قصدية في عملية التغيير الاجتماعي، وهي تتكون من مجموعة من الناس يندرجون في أنشطة محددة، ويستعملون خطابا يستهدف تغيير المجتمع: انظر تشارلز تلى: الحركات الاجتماعية. ترجمة ربيع وهبه، المركز القومي للترجمة، ط1،القاهرة، 2005 .ص 14
4  -  حدد فارس اشتي الفرق بينهما انطلاقا من الموضوع الذي تقوم كل منهما بمعالجتها، فالحركة الاجتماعية القديمة مرتبطة بمطالب اجتماعية تتحكم فيها الطبقية وتنتمي إلى مرحلة الحداثة في حين أن الحركة الاجتماعية الجديدة تنتمي إلى مرحلة ما بعد الحداثة وتدافع عن حقوق الأقليات القومية والدينية... انظر: الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي،  ص 89 -90 .
5 -  أسماء الاسماعيلي، "الحركات الاحتجاجية بالمغرب الجذور والسياق والمآل"، مجلة مسالك في الفكر والسياسة والاقتصاد، العدد 51/52. 2018  ص111.
6   -  مصطفى بوجعبوط وآخرون، الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي، دراسة في متغيرات الاستقرار واللاستقرار للأنظمة السياسية، المركز الديموقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ط 1، برلين، 2019، ص 25.
7 - عمرو الشوبكي، مرجع، سابق ص 62.
8  - عبد الرحيم العطري: الحركات الاحتجاجية بالمغرب. مؤشرات الاحتقان ومقدمات السخط الشعبي ،مطبعة النجاح الجديدة، الرباط . 2008، ص 22.
9  - مصطفى حجازي، التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور. المركز الثقافي العربي .ط 2 .الدار البيضاء .2005، ص 16.
10 - حمدوشي ميلودي، قانون المظاهرة: دراسة وتحليل .المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية " سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية العدد 57 .2004 ص17-18
* تعود  بداية حملة المقاطعة إلى شهر أبريل من سنة 2018  حين عبر مجموعة من مستخدمي الفيسبوك عن مقاطعتهم لمنتوجات شركة سنترال وأفريقيا وسيدي علي . وقد تم اطلاق هاشتاك # خليه اريب # و #مقاطعون # .في حين أن حراك الريف الذي انطلق سنة 2017 كان بسب صدمة المغاربة جراء قتل بائع السمك محسن فكري. وأطلق حينها هاشتاك # طحن مو # : انظر :عبدالله بريمي : السيميائيات الثقافية: مفاهيمها وآليات اشتغالها ،دار كنور المعرفة، ط1عمان، 2018.ص 197.198 .
11  -الشريف تيشيت، الحق في الاحتجاج السلمي: بين سنده القانوني وواقع ممارسته بالمغرب .مجلة مسالك  في الفكر والسياسة والاقتصاد  العدد 51.52  ، 2004 .ص 18 .
12  - عبد الرحمن رشيق،  الحركات الاحتجاجية في المغرب: من التمرد إلى التظاهر. ترجمة الحسين سحبان. منتدى بدائل المغرب. الرباط، 2014. ص 55.
13  - المرجع نفسه .ص 56.
14  - مشروع قانون تنظيمي رقم 97.15  بتحديد شروط وكيفيات ممارسة حق الإضراب، الباب 1، المادة 2، الأمانة العامة للحكومة ، المطبعة الرسمية، الرباط ، ص1.
15  - عبد الرحمن العضيبي ،أحكام وسائل الاحتجاجات الشعبية ،الجزء الأول، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.1435 هـ. السعودية. ص 235.
16- انظر :عماد عبد اللطيف، بلاغة الحرية: معارك في الخطاب السياسي في زمن الثورة، دار التنوير للطباعة والنشر . ط 1. بيروت. 2013 .
17 - العطري،  ص 171.
18 - سراج نادر ، مصر الثورة وشعارات شبابها، دراسة لسانية في عفوية التعبير .المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات .ط1 بيروت. 2014.ص 45.
19 - سراج نادر، الخطاب الاحتجاجي :دراسة تحليلية في شعارات الحراك المدني ،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ،ط1 بيروت.2017.ص 110.
20  - غوستاف لوبون،  سيكولوجية الجماهير ،ترجمة هاشم صالح ،دار الساقي ، ط 7 ، بيروت، 2016، ص 74.
21 - سراج نادر، مصر الثورة وشعارات شبابها ،دراسة لسانية في عفوية التعبير .المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.ط1 ، بيروت. 2014. ص343.
22 - الميداني عبد الرحمن ، البلاغة العربية ،أسسها وعلومها ،وفنونها .الجزء 2 . دار القلم .ط 1، دمشق .1996، ص161 .
*  - تعني أولا باللغة الفصحى حسب السياق: أو التي تدل على التخيير .في حين تدل أولا في السطر الأخير من الشعار على  التحول ،بمعنى: بات أو أصبح .
23 - سراج نادر، الخطاب الاحتجاجي، ص 142 - 143 .
*  - صيغ الشطر الثاني من البيت بتعبير عامي، ويعني: على الأستاذ أن يطالب بحقه ويضع حدا لصمته.