أيلول/سبتمبر 12
   
 نعم، يقول المستقبليون من أنصار التطور التكنولوجي الخارق، سيحدث هذا التحول خلال العقدين القادمين. وهم يؤكدون، بما لا يقبل الشك، على أن تطور الذكاء الاصطناعي سيوصلنا قريباً الى ما أُصطلح عليه بـ"التفرد" وهي الحالة التي ستزول عندها كافة الفروقات بين الانسان والآلة، عندما تتجاوز تقنية الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية. "في عالم كهذا ستجد القدرات البشرية نفسها، وقد أُعيدت صياغتها من لدن تكنولوجيا النانو والعلوم وتكنولوجيات الدماغ. حتى يتكوّن لدينا انطباع أن وراء هذا التجديد لـ (مشروع الإنسان) فكرة مفادها - أن التكنولوجيا تستحق امتلاك وضع اعتباري معادل للطبيعة، وهي رؤية تلتقي مع نظيرتها لدى العلماء الذين يرون أننا مقبلون على نهضة ثانية من شأنها أن تمهد الطريق لتحسين الإنسان أو تعزيزه"(1). أو ربما ايضاً انهاءَ دوره تماماً والانتقال الى مرحلة ما بعد الانسان، او ما بعد الإنسانية Posthumanas كما يشير البعض.
وفي تنبؤاتهم وتقديراتهم لحتمية التفرد ينطلق المؤمنون بتطور الذكاء الاصطناعي، من التقدم لهائل الذي احرزته تطبيقاته الملموسة في مجالات مختلفة إذ إنهم يتوقعون من خلاله سيتم حل مشكلات البشرية كالحروب والأمراض والمجاعات والضجر وحتى القتل. فيما توقَّع آخَرون نهاية البشرية، أو على أية حال نهاية الحياة الني نعرفها.
راي كورزويل، أحد أهم فرسان الذكاء الاصطناعي، تنبأ ومنذ سنوات بقدرة الكومبيوتر لتحقيق الغايات المرجوة "مجرد أن يصل الكومبيوتر الى مستوى الذكاء البشري سوف يصبح بمستطاعه تجاوز الذكاء. وقد فاقت الكومبيوترات منذ ظهورها القدرات العقلية البشرية في قدرتها على تذكر ومعالجة البيانات. الكومبيوتر يستطيع أن يتذكر مليارات، بل تريليونات البيانات بالكامل، في حين أننا نجد صعوبة في تذكر بضعة أرقام هواتف، كما أن الكومبيوتر يستطيع في أجزاء من الثانية أن يبحث بسرعة في قاعدة بيانات فيها مليار من المعلومات. وتستطيع الكومبيوترات بسهولة ان تتبادل قواعد المعرفة. والمزيج من الذكاء الذي يعادل الذكاء الانساني والتفوق الطبيعي للكومبيوترات في السرعة والدقة والقدرة على تبادل المعلومات سيكون مزيجاً مخيفاً"(2).
كورزويل توقعأيضاً بأن الكومبيوتر سوف يكون في متناول الجميع، حيث ستتضاعف قدراته مع الابقاء على تكلفته، وذلك اعتماداً على "قانون مور للدوائر الكهربائية المتكاملة"(3) وفق هذا القانون سيتضاعف عدد الترانزستورات في الدائرة المتكاملة، وستزداد سرعتها الى حد كبير مع الابقاء على كلفتها. وهذا ما حصل بالفعل. فقد تسارعت الحوسبة خلال السنوات الاربعين الماضية. يقول كورزويل الذي لاحظ أن عدد الترانزستورات على شريحة المعالج (في الكومبيوتر) يتضاعف تقريبا كل عامين في حين يبقى سعر الشريحة على حاله، كما تزداد الكومبيوترات كفاءة واداءً للوظائف. وقد ادت هذه الملاحظة إلى البدء في عملية دمج السيليكون بالدوائر المتكاملة مما ساهم في تنشيط الثورة التكنولوجية في شتى أنحاء العالم. كما تنبأ الباحثون أن هذه النظرية من الممكن تطبيقها لعقد آخر من الزمان على الأقل.                                                                                                                                                
تطور مذهل وصادم في ذات الوقت
يختلف المهتمون بتطور الذكاء الاصطناعي بشأن حالة "التفرد" في امكانية حدوثها ومتى يمكن ان يحصل هذا التطور، والأهم من كل ذلك هو هل سيكون شيئاً لصالح الانسان ام سيئاً بالنسبة له. والمتفائلون يميلون الى ان التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي يجعل "التفرد" أمراً مناسباً في حال الوصول اليه لحل جميع المشكلات التي تعاني منها البشرية اليوم. هذا ما تنبأ به كوريزويل في كتابه بعنوان (التفرد قريب) في العام 2005، وحدد فيه الفترة التي ستؤشر الى تاريخ حضاري مختلف قادم ينهض بالإنسان الى مديات واسعة. متوقعاً بأن الذكاء الاصطناعي العام سيتحقق بحلول عالم 2045 "سيتميز النصف الأول من القرن الحادي والعشرين بثلاث ثورات متداخلة - في علم الوراثة وتكنولوجيا النانو والروبوتات. هذه سوف تستهل ما أشرت إليه سابقا باسم العصر الخامس، بداية التفرد"(4).
من علم الوراثة فهمنا العمليات الكامنة وراء الحياة، "بدأنا في تعلم إعادة برمجة بيولوجيتنا لتحقيق القضاء الافتراضي على المرض، والتوسع الكبير في الإمكانات البشرية، وإطالة العمر الجذري. وستمكننا تقنية النانو من إعادة تصميم وإعادة بناء أجسادنا وأدمغتنا والعالم الذي نتفاعل معه، جزيء تلو الآخر، يتجاوز بكثير حدود علم الأحياء". لكن الثورة الأقوى الوشيكة، هي الروبوتات على المستوى البشري مع ذكائها المستمد من ذكائنا ولكن أعيد تصميمه لتتجاوز بكثير القدرات البشرية. يمثل هذا التحول الأكثر أهمية، لأن الذكاء هو أقوى "قوة" في الكون"(5)، كما يقول كوريزويل.
وفي رأي رايكورزويل، "التفرد" فريد حقًّا، وقريب بالفعل. وكان الكتاب رداً ضمنيا على الذين أعلنوا خوفهم من جعل الآلة تتفوق على الانسان.
وفي حالة تحقق ما ذكره كورزويل لم يعد ثمة فرق بين "انسنة التكنلوجيا أو تكنلجة الانسان"(6)، فكلاهما يسير بشكل متوازي، اذ ان مفردات هذه التكنولوجيا مصنوعة من روح الانسان ومن ألياف جسده، ولذلك فهي مؤنسنة أصلاً وعند بلوغ هذه العملية الى نقطتها النهائية وهي اندماج الانسان بالآلة وتكوين لحظة التحول الانفرادي لم يعد بعدها، ثمة فرق بين الانسان والآلة. هذا الطرح بحد ذاته صادم لبعض الباحثين العاملين في مجالات العلوم الطبيعية وقد جرى التنبيه اليه خلال الموجةً العالمية التي جرت في العام 2014، حيث أخطرَ ثلاثة من الفيزيائيين المشهورين وهم ستيفين هوكينج، ماكس تيجمارك، وفرانك ويلتشك، بالإضافة الى ستيوارت راسل، أحد اهم رواد الذكاء الاصطناعي الى ان ذلك سيكون أعظم حدث في تاريخ البشرية لكنه مجال بحث قد يُّشكُل تهديداً محتملاً لأبناء الجنس البشري. "إن تجاهل تهديدات الذكاء الاصطناعي قد تكون أسوأ خطأ لنا على الإطلاق. الآلات ذكية ما دامت فعالها يُتوقَّع منها أن تُحقِّق غاياتها. ولأن الآلات، على عكس البشر، ليست لها غاياتها الخاصة، فنحن من نُودعها الغايات. بمعنى آخر؛ نحن نبني آلات َّ تتوخى  أمثل الحلول فنودع فيها ما نريد منها ما تحقِّقه من أهداف، ثم نُطلقُها(7).
فيما عبر بيل غيتس، مؤسس شركة ميكروسوفت ورئيسها السابق، وهو أحد كبار المستثمرين الذين وظفوا الاموال الطائلة في تطور الذكاء الاصطناعي. عن خشيته من قدرة الذكاء الاصطناعي الخارق قائلاٍ انه يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق، معبراً عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما. كان ذلك في العام 2015.  لكن بيل غيتس عاد في العام 2023 ليقول في مقابلة مع شبكة س اي ان الأميركية، ان " الذكاء الاصطناعي سيجعل حياة الجميع أسهل، لافتا إلى أن أكثر ما يميز هذه التكنولوجيا هو عدم وجود حاجة إلى أجهزة جديدة لاستخدامها، حيث يمكن الوصول إليها بسهولة عبر "الهاتف أو الكومبيوتر الشخصي المتصلين بالإنترنت"(8).
وفي العام 2015 وصف المستثمر الكبير إيلون ماسك الذكاء الاصطناعي بأنه من أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، وقد شبه تطوير الآلات الذكية "باستحضار الشيطان". وماسك نفسه وهو مؤسس مشروع صواريخ الفضاء التجارية سبيس إكس، وسيارات تسلا الكهربائية، ومؤخراً موبايل تيسلا الذكي جداً، والمقدّر له بتجاوز "آيفون" يستثمر ملايين الدولارات في أبحاث لاكتشاف المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل معها. ثم عاد بعدها ليقول "إن هناك "إجماعا ساحقا" على ضرورة وضع لوائح تحكم الذكاء الاصطناعي، وذلك عقب اجتماع ضم كبار الشخصيات في قطاع التكنولوجيا في واشنطن لمناقشة هذه القضية المهمة. 
توقعات بالأدلة الملموسة
لما يقرب من ستة عقود، ظل منظرو الذكاء التكنولوجي وفي مقدمتهم راي كورزويل يقدمون الأدلة واستقراءات المستقبل للتأكيد على قدرة اجهزة الكومبيوتر، وبوتيرة نموها المتسارع في تعميق دور التكنولوجيا في مستقبل البشرية. وصفت هذه الاجهزة بالآلات الروحية التي ستعتبر سمة اساسية للعصر الحديث، عندما تتجاوز هذه الاجهزة الذكاء البشري. وكل هذا مبني على فرضيات رياضية وفيزيائية ومجتمعية ونفسية أثبتت العلوم صحتها. هذا إذا اخذنا جدلاً أن عصر التطور التكنولوجي السريع بدأ مع الكومبيوتر، الذي يعتبر أعظم انجاز توصل اليه العقل البشري حتى تلك اللحظة، وقد أصبح لاحقا جزءا من حياتنا اليومية، وعلى اساسه تغيرت الكثير من المفاهيم التي كانت سديمية عن الكون وطبيعته.
 وفي كتابه بطبعته الجديدة العام 2024 الذي سماه "التفرد أقرب –عندما نُدمج في الذكاء الاصطناعي"، يستكشف كورزويل الخطوة التالية في هذه العملية التطورية. " أننا نعيش الآن في عصر جديد من التطور. في كتابي (التفرد قريب) كنا في المراحل الاولى من هذا التحول، والآن ندخل ذروته- الأميال الأخيرة على طول الطريق للوصول الى ذلك الأفق. خلال العقد المقبل، سوف يتفاعل الناس مع الذكاء الاصطناعي الذي يبدو بشرياً بشكل مقنع، وسوف تؤثر واجهات الدماغ والحاسوب البسيطة على الحياة اليومية تماماً كما تفعل الهواتف الذكية اليوم. وسوف تعمل الثورة الرقمية على علاج الأمراض وإطالة حياة الناس الصحية بشكل هادف(9). يكتب هذا لافي مقدمة كتابه دون ان ينسى المنغصات التي ترافق هذا التطور: "فسيشعر العديد من العمال بلسعة الاضطراب الاقتصادي، وسوف نواجه جميعاً مخاطر سوء الاستخدام العرضي أو المتعمد لهذه التقنيات الجديدة"(10).
وحسب المعطيات المشار اليها آنفاً، يؤكد الخبير بالفيزياء النظرية وأحد رواد المستقبل، البروفيسور ميتشيوكاكو، على أن المستقبل حافل بالعديد من المفاجئات السارة للبشرية، "أبرزها القضاء على امراض مستعصية مثل السرطان، كما أن الكومبيوتر سيكون اداة يستخدمها الانسان الى حد كبير، وستكون كلفة شريحته في السنوات القادمة منخفضة جداً. وستُصنع عدسات لاصقة في بؤبؤ العين، وبمجرد ما يرمش الشخص المزود بها، ستوصله بشبكة الانترنيت. فلم يعد بإمكاننا اجبار الطلاب على حفظ كل شئ، فيما يمكنهم أن يرمشوا ويحصلوا عليه. اما في الطب فلو شعرت بالمرض فلا عليك سوى ان ترمش فترى طبيباً آلي جانبك. الطبيب الالي هو ذكي اصطناعياً، ويتحدث جميع اللغات، ويبحث في الانترنيت عن نصيحة طبية ملائمة بصورة مجانية تقريباً. وهذا من شأنه أن يشكل ثورة في المؤسسات الطبية ستكون متوفرة في كل مكان.  وليس هذا فحسب، بل سيكون لدينا أطباء، ولكن هؤلاء الاطباء سيستخدمون الأطباء الآليين كمساعدين"(11).
أما الشيء الآخر الذي سيتحول الى رقمي هو الدماغ: " قبل عامين (ويقصد الباحث في العام 2021) تمكن العلماء من تحميل الذكريات لأول مرة من الانترنيت وتنزيلها على الكومبيوتر. وعوضاً عن الخوارزميات المبنية على ارقام 1001، وبدلاً عن النصوص ستوضع عواطف ومشاعر واحاسيس وذكريات"(12). البرفيسور كاكو يذهب بعيداً في نظرته المتفائلة للذكاء الاصطناعي في الروبوتات. "هذا المجال الذي سينمو بشكل ضخم. من الممكن الآن انشاء متجر لأعضاء جسم الانسان، بالإمكان خلق جلد، غضروف عظام، انوف، آذان، اوعية دموية، المثانة. ويمكن زراعة انابيب هوائية كاملة في المختبر. والفكرة التالية هي زراعة الكبد"(13). بمعنى آخر قطع غيار بشرية.
الذكاء الاصطناعي يفاجئ صنّاعه
هذا التطور المتسارع لتقنية الذكاء الاصطناعي وتحوله الى الخارق، ومقدرته على تطوير ذاته دون تدخل الانسان، عكس ردة فعل صادمة لدى العاملين في هذه التقنية. حيث أُكتشف ان برنامج "شات جي بي تي Chat GPT"، الخاص بالذكاء الاصطناعي بنسخته الرابعة المتطورة(14) قام تلقائيا بطرح اشياء مغلوطة، ومنها مضللة، بل وعنصرية. كما أصبح يستخدم المعلومات والبيانات الشخصية الخاصة بمستخدمي البرنامج لأغراض غير صحيحة. الأمر الذي استدعى قيام لجنة من الباحثين في ميكروسوفت لدراسة هذه التطورات وتبين ان هذا البرنامج بنسخته الرابعة Chat GPT 4 تحولمن الذكاء الاصطناعي العادي، الضيق الذي يستخدم منذ فترة في مجالات محددة، مثلا في الترجمة وتحليل البيانات النصية فقط، الى العام. بمعنى أن هذا البرنامج أخذ يتصرف بشكل تلقائي، متجاوزاً مهمته المحدودة في معالجة مجال واحد فقط. كبرنامج لعبة الشطرنج الذي يمكنه الفوز فيها على البشر. أو تشخيص الامراض أو تطبيقات التعرف على الصوت مثل Siri وGoogle Assistant، المستخدم في التلفونات الخلوية الذكية وما الى ذلك. وهي الأدوات المدرجة تحت مسمى الذكاء الاصطناعي الضيق Narrow AI ولم يكن لأحد أن يتوقع، ان سيصل بهذه السرعة من التطور الى مستوى الذكاء الاصطناعي العام، AGI، ويصبح قادراً على فهم وتعلم وتطبيق المعرفة عبر مجموعة واسعة من المهام، بما فيها الفكرية - تماماًكما الإنسان. بل ولديه القدرة وأكثر من ذلك. انه أخذ يعمل كل شيء يطلبه منه المستخدم، وبدون ضوابط وقيود. مما شكل خشية من عواقب التمادي في تطوير هذه التقنية الفريدة خلال المرحلة الراهنة على الاقل.
 وفي نهاية آذار العام 2023 وقع أكثر من 1000 خبير ورئيس شركة عالمية معروفة رسالة مفتوحة وصل عدد من وقع عليها أكثر من 33000 طالبوا فيها وقف العمل في تطورات هذا البرنامج لمدة ستة أشهر. جاء فيه "ندعو جميع مختبرات الذكاء الاصطناعي إلى التوقف الفوري عن تدريب أنظمة ذكاء اصطناعي أقوى من جي بي تي GPT-4 لمدة لا تقل عن ستة أشهر. يجب أن يكون هذا التوقف علنياً وقابلاً للتحقق وشاملا لكل الجهات الفاعلة. وإن تعذر سنّ مثل هذا التوقف بسرعة، يجب على الحكومات التدخل وفرض حظر مؤقت"(15).
الا ان الشركات لم تستمع لهذا النداء واستمرت في بحوثها المتطورة. غير انه وبعد يومين من إطلاق النداء أمرت الحكومة الايطالية بمنع استخدام برنامج تشات جي بي تي في ايطاليا، وذلك لأن هذا البرنامج بدأ يستغل البيانات والمعلومات الشخصية دون ان يسأل. كما انه لم يطلب من الباحث عن المعلومات الموافقة على استخدامها، لم يطلب من المستخدم الافصاح عن عمره، فلذلك يمكن لأطفال ان يدخلوا البرنامج ويطلبون معلومات تكون اجاباتها صادمة واشياء سيئة وما غير ذلك(16).
لكن أهم ردة فعل إزاء هذا التطور الذي جاء مفاجئاً للجميع جاء من جيفري هنغتون، الذي يطلقون عليه لقب عرّاب الذكاء الاصطناعي، فقد أصدر بياناً ارسله الى صحيفة نيويورك تايمز اشارفية الى استقالته من شركة "غوغل" ليتح له العمل بحرية. ونقلت الصحيفة عن هنغتون قوله، "انه قلق من ان العواقب الاجمالية لهذا التطور الذي يقود الى أن تكون هناك انظمة أكثر ذكاءً منا تتولى السيطرة. في النهاية فأنا لست سوى مجرد عالِمٍ أدرك فجأة أن هذه الاشياء أصبحت أكثر ذكاء منا "مفصحاً عن خشيته من بعض مخاطر روبوتات الدردشة الذكية، التي وصفها بـ "مخيفة للغاية"(17).
وجفري هنتون هو المؤسس الأول لمجال "التعلم العميق"، وهو آلية بمستطاعها العمل بصورة مستقلة على تحديد خصائص البيانات وتصنيفاتها. هذا الابتكار التقني الذي يعد أحد أهم أدوات الذكاء الاصطناعي ويستخدم اليوم في الشبكات العصبية الاصطناعية، التي توصل اليها هنتون والتي حصل بسببها على جائزة نوبل في الفيزياء، للعام 2024 مناصفة مع زميله جون هوبفيلد، الذي توصل هو الآخر الى ابتكار بِنية شبكية حوسبية قادرة على تخزين المعلومات وإعادة هيكلتها، وهي ذاكرة ترابطية يمكنها تخزين وإعادة بناء الصور وأنواع أخرى من البيانات المرئية وفي معرض تقيمهما لمنح الجائزة وحيث قالت لجنة نوبل في بيانها: "إن العالِمين الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام استعانا بأدوات من علم الفيزياء لتأسيس منهجيات أسهمت في إرساء الأسس التي ارتكزت عليها تقنيات تعلُّم الآلة، والتي تحظى بتأثير واسع في عالم اليوم". وأضافت: صحيح أن الحواسيب لا تملك القدرة على التفكير، لكن بات في إمكان هذه الآلات اليوم أن تحاكي مَلَكات بعينها، مثل التذكُّر والتعلُّم. والعالِمان الفائزان بجائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام قد أسهما في فتح الباب أمام هذه الإمكانيات؛ انطلاقًا من مفاهيم وأساليب فيزيائية أساسية، نجحا في تطوير تقنيات تعتمد على بنًى شبكية بعينها من أجل معالجة البيانات". إن الإنجازات التي حققها الفائزان بجائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام ترتكز على أسس العلوم الفيزيائية. وقد أظهرا لنا طريقةً جديدةً تماماَ لاستخدام أجهزة الكمبيوتر لمساعدتنا وإرشادنا للتعامل مع العديد من التحديات التي يواجهها مجتمعنا، وبفضل عملهما أصبح لدى الإنسانية الآن عنصر جديد في صندوق أدواتها يمكنها استخدامه لأغراض جيدة، ويُحدث التعلم الآلي القائم على الشبكات العصبية الاصطناعية حاليًّا ثورةً في العلوم والهندسة والحياة اليومية. وهو فرع من تعلم الآلة يتضمن طبقات متعددة من الشبكات العصبية التي تعمل معاً للتعرف على ميزات متزايدة التعقيد في البيانات، وقد أصبح التعلم العميق تقنيةً أساسيةً وراء تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل التعرف على الصور، ومعالجة اللغة الطبيعية(18).
في بداية العام 2024 طرح في الاسواق كتاب " الذكاء الاصطناعي غير قابل للتفسير، غير قابل للتنبؤ وخارج عن السيطرة"، اورد فيه المؤلف رومان يامبولسكي، وهو باحث ومحاضر في الذكاء الاصطناعي افكارا متشائمة من هذا التطور المتسارع. وفي تعليقه على توقع الخبراء بأن الذكاء الاصطناعي في طريقه نحو ذكاء ووعي لا يشبه وعي البشر وذكائهم، بل سيتفوق عليه بمليارات المرات، قال، "ان الوعي عند البشر لا يمكن قياسه تماما ًولكن يكون عمليا حقاً، ان نفترض ان الناس واعون، ولكن ليس هناك اختبارا لذلك. ولذا نحن لا نتحدث عادة عن الوعي بقدر ما نتحدث عن سلامة الذكاء الاصطناعي. لأنه ليس مهماً في الحقيقة ما إذا كان النظام واعياً ام لا. ما يهم هو قدرته. هل هو اذكى منك؟ هل يمكنه التفوق عليك في المجالات الاكثر اثارة للاهتمام؟ حسناً. ولكن ما الذي يكمن ان يفعله بهذه القوة؟ أمر لا يمكننا التنبؤ به. لا اعرف بالضبط مصدر القلق"(19).  
القلق من التطور السريع الذكاء للاصطناعي بات الشغل الشاغل لعدد غير قليل ممن تفاءلوا بقدرات الذكاء الاصطناعي وما زالوا يؤمنون به، الا انهم يحذرون من مغبة التمادي في منح الآلة صكاً مفتوحاً دون حدود وضوابط، وشروط تأتي في مقدمتها ابقاء الذكاء الاصطناعي تحت سيطرة الانسان. هذا الحديث ليس وليد الساعة، بل رافق الحذر من امكانية ان يتجاوز الذكاء الاصطناعي قدرة البشر منذ البداية. ففي ستينات القرن الماضي توجس بعض الباحثين الرواد من إمكانية أن تتجاوز الآلة القدرات البشرية. أحد هؤلاء ستيوارت راسل. ففي كتابه (ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر- حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم) ينطلق راسل من فكرة الذكاء في البشر والآلات، ويُعدِّد التطوُّرات التي يجب أن تَحدُث في عالَم الذكاء الاصطناعي قبل أن نصل إلى الذكاء الاصطناعي الخارق. الذي سيمكننا من بناء حضارة أعظم وربما "أفضل بمراحل كثيرة. ولكن علينا مواجهة المشاكل التي تتسبب فيها استخدام الذكاء الاصطناعي للإساءة، بدءًاً من المراقبة والتحكم بمصائر الناس، من خلال تتبع المكالمات والحادثات النصية ومعرفة التاريخ الوظيفي والصحة، وربط خيوط جميع الوسائط الحاملة للمعلومات والبيانات الشخصية لاستخدامها كوسيلة للتحكم بسلوك الفرد، مروراً، بأنواع التزييف والخداع، ووضع خوارزميات انتقاء المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها وصولاً الى الأسلحة الفتَّاكة الذاتية التشغيل (نظم الأسلحة التي تحدد موقع الأهداف البشرية وتصوّب عليها دون تدخل بشري) وحتى صنع الفيروسات"(20).
ولكنه ورغم المخاوف فراسل يؤكد على تفاؤله بالوصول الى الذكاء الخارق الذي " إن حدث فسوف يكون إيذاناً بعصر ذهبي للبشرية. غير أننا يجب أن نعي حقيقة أننا نخطط لابتكار كيانات تفوق البشرَ ذكاءً. والسؤال هنا هو: كيف نَضمَن أَلا تسيطر علينا تلك الكيانات؟"(21).
اللحظة الراهنة تدق ناقوس الحضارة
يتفق معظم العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي على تحوله من الضيق الى العام إلى الخارق قبل نهاية هذا القرن. ولكنهم يختلفون فقط في تصور العواقب والتداعيات التي سيؤدي إليها حصول "الذكاء الاصطناعي الخارق". وهي التقنية لتي زودها الانسان، ليس فقط بمفاصل تركيبته البشرية وتكوينه العام، بل وحتى شبكته العصبية ونسيجه الحيوي وخارطته الجينية، فخلق منه بديلاً له في طريقه نحو التحول من ذكاء اصطناعي عام يحاكي قدرة الانسان في بعض من أنشطته، عبر الروبوتات، على سبيل المثال الى "ذكاء اصطناعي خارق". وعندها يقوم هذا الذكاء باتخاذ قرارته بمعزل عن الانسان، بل وحتى بالضد من ارادته. وبذلك تنشأ الحالة المسماة بما بعد الإنسانية او: Posthumanism وما بعد الإنسان: Post-human هو مصطلح يحمل معاني متعددة، نظرا لشموليته وارتباطه بماهية الوجود. وهو أطروحة تنظر الى الفلسفة الإنسانية التقليدية نظرة مغايرة لما تحمله من افكار وعادات بشرية. وهو فرع من نظرية ثقافية تنتقد الافتراضات الانسانية وإرثها وفق المفاهيم التاريخية والطبيعة البشرية، بل ويشكل تجاوزا لها ارتباطاً بالنمو المتواصل وباضطراد وغير الطبيعي للتكنلوجيا الحديثة، التي تحمل في طياتها ادوات إطالة امد الحياة، ليس من خلال تعزيز القدرات الجسدية والفكرية والنفسية، لدى الانسان فحسب، وانما استبدال هذه القدرات بذكاء اصطناعي عام، كما يطرح بعض الفلاسفة(22).
وها هي فكرة الذكاء الاصطناعي الخارق، الذي يساعدنا على تجنب الكوارث المادية وتحقيق الخلود واختراع السفر بسرعة تفوق سرعة الضوء. ان كانت هذه الاشياء ممكنة الحصول، كما سينقل حضارتنا البشرية نقلةً كبيرة، بل يخلق حضارةً جديدة تماماً. فاليوم الذي نخلق فيه ذكاء اصطناعياً خارقاً سيكون مماثلا من نواح كثيرة، لليوم الذي تصل فيه كائنات فضائية من حضارة أكثر تطورا من حضارتنا إلى كوكبنا، لكنَّه في الغالب هو الأقرب للحدوث وربما الأمر الأهم أن ُ الذكاء الاصطناعي هو شيء نملك زمامه إلى حد ما، على عكس الكائنات الفضائية(23).
 لكن هذا الطرح المتفائل جداً، يقابله خوف من مصير مبهم، من تجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية وخروج الآلة عن سيطرة الانسان. والسؤال الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، هل الجميع يفهم عن ماذا يتحدثون؟ هل ثمة ذكاء اصطناعي واحد، ام عدة ذكاءات؟ حتى نأتي بأجوبة على هذه التساؤلات، لنتعرف عن قرب وباختصار شديد على أبرز مفاصل ومحطات الذكاء الاصطناعي Artificiellintelligens الذي يعرّف إجمالاً بأنه فرع من علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء أنظمة قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشرياً. كالتعلم، الاستنتاج، التخطيط، الفهم اللغوي، والتفاعل البشري. ويمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة القدرات العقلية البشرية مثل التعلم من التجارب السابقة، التعرف على الأنماط، واتخاذ القرارات.
نظرة خاطفة الى الوراء
تمتد جذور هذه التقنية الى العام 1943 عندما نشر العالمان وارن مكولوتشو والتر بيتس بحثًا مهمًا حول الخلايا العصبية الاصطناعية، والذي يعتبر أحد الأسس النظرية للذكاء الاصطناعي. قدم البحث نموذجاً رياضيًا لشبكة من الخلايا العصبية البسيطة التي يمكن أن تحاكي عملية التفكير في الدماغ.  وفي العام 1950 أجري عالم الحاسوب آلان تورينغ: تجربة لتحديد ما إذا كانت الآلة تستطيع التفكير بشكل مشابه للبشر. سميت "اختبار تورينغ". في العام 1956 تم تنظيم مؤتمر في كلية دارتموث في نيوهامبشير، الولايات المتحدة. حضره علماء من مختلف المجالات، من بينهم "جون مكارثي"، الذي أطلق مصطلح "الذكاء الاصطناعي على تطوير آلات يمكنها "التفكير" مثل البشر. لكن الذكاء الاصطناعي شهد نهضته في ثمانينات القرن الماضي مع تطوير "الشبكات العصبية الاصطناعية" وظهور أجهزة الحاسوب القادرة على تشغيل خوارزميات أكثر تعقيدًا. وجرى استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التمويل والتصنيع. وفي العام 1997 سجلت تقنية الذكاء الاصطناعي تطوراً كبيرًا عندما استطاع الكمبيوتر "Deep Blue" من شركة IBM هزيمة بطل العالم في الشطرنج "غاري كاسباروف"، حيث أظهر الذكاء الاصطناعي امكانية التغلب على البشر في بعض المهام المعقدة. لكنه مع بداية القرن الحالي تطورت هذه التنقية بشكل كبير مع "التعلم الآلي" والتعلم العميق، والتي تعتمد على الشبكات العصبية العميقة وخوارزميات تعلّم تعتمد على البيانات.
كما شهد العقد الاول تطورات هائلة بفضل توافر كميات ضخمة من البيانات وزيادة قدرة الحوسبة. فتم استخدام الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة، ومن ثم التعرف على الصوت والصورة المتحركة (فيديو|) فضلاً عن إنشاء النصوص ومعالجة اللغة الطبيعية NLP (البشرية) والرؤية الحاسوبية.
لكنه في السنتين الأخيرتين 2023 -2024 أحدث تطور تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، في التعلم واقامة التجارب والتحليلات والتوصل الى الاستنتاجات ووضع الحلول وغير ذلك من القدرات، التي تسامت بالذكاء الاصطناعي الآلي ما يعرف بالذكاء الاصطناعي التوليدي، او التخليقي، الذي أغرى الشركات الأميركية في وادي السليكون، وتحديدا فيسبوك وغوغل، وأبل على الاستثمار وتكثيف الأبحاث فيه.
 
تطور الذكاء الاصطناعي وحالة "التفرد"
وبموازاة هذه التطورات أصبح مفهوم "التفرد التكنولوجي" أحد أكثر الأفكار إثارة وتحديًا في مجال الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي. ومؤشرا الى نقطة افتراضية في المستقبل القريب جداً، حين يتجاوز الذكاء الاصطناعي قدرات البشر العقلية، مما يؤدي إلى تغييرات جذرية في جميع جوانب الحياة. يرتبط هذا المفهوم بسرعة التطورات في الذكاء الاصطناعي لدرجة يصبح معها النظام قادراً على تحسين نفسه بشكل مستقل، وتوليد تقنيات جديدة تكتسب معرفة عالية الدقة وبسرعة فائقة.
كان الاعتقاد السائد قبل عشر سنوات تقريبا، بأن الوصول الى هذه المرحلة يحتاج فترة زمنية طويلة، الا ان معطيات الواقع وسرعة تطور آليات الذكاء الاصطناعي جعل القائمون عليها يعيدون حساباتهم والخروج بنتيجة مفادها أن الوقت قصير جداً.. وبينما يرى البعض ان توجيه الذكاء الاصطناعي المتفوق نحو أهداف إنسانية، قد يؤدي إلى اكتشافات ثورية في جميع مجالات الحياة الانسانية يرى آخرون أن المخاطر المرتبطة به قد تكون هائلة. ومن أهمها. المخاوف من أن يكون التفرد التكنولوجي غير قابل للسيطرة، فيُستخدم الذكاء الاصطناعي المتطور أنظمة تفكر بطريقة لا يمكن للبشر فهمها، ما يؤدي إلى احتمالات خطيرة مثل تحكم الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية الحيوية أو تطوير أسلحة تفوق قدرة البشر بالرد عليها.  اضافة الى تأثير التفرد التكنولوجي على سوق العمل إذا ما أجريت أتمتة شاملة لجميع الوظائف مما يسبب في اختفاء الكثير منها.  بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يخلق فرصا جديدة لكنه يعتبر تحدياً كبيراً للحكومات والمؤسسات التعليمية. وقد يؤدي تجاوز الذكاء الاصطناعي للقدرات البشرية، إلى تحديات فلسفية حول مكانة الإنسان في الكون. كيف نعرّف الإنسانية في عالم توجد فيه كائنات ذات ذكاء يفوق البشر؟ كيف سيكون التعامل مع الحقوق والمسؤوليات الأخلاقية في عالم تسيطر فيه التكنولوجيا؟
 وهكذا يظل التفرد التكنولوجي موضوعًا مثيراً للنقاش والتحليل، حيث يطرح إمكانيات هائلة لتحسين حياة البشر من ناحية، ويثير مخاوف كبيرة حول السيطرة والمخاطر الوجودية من ناحية أخرى. وعلى الرغم من أن حدوثه لا يزال موضوعاً نظرياً، فإن وتيرة التطور التكنولوجي السريعة تجعل منه أكثر أهمية من أي وقت مضى. إذ لم يبق سوى خمس سنوات، حسب "المنحنى الأسي لراي كورزويل" لذا يتوجب على الحكومات والمؤسسات البحثية والمجتمع بشكل عام الانخراط في نقاشات عميقة حول كيفية إدارة هذا التحول المحتمل لضمان تحقيق أقصى فائدة مع تقليل المخاطر المحتملة. وعند حدوثه ستنهار جميع التصورات حول ما ستؤول اليه علاقة الانسان بالآلة أو بصورة أدق نهاية الانسان بهيئته الحالية. والتعامل من الآن مع ما "بعد الانسانية" أو "ما بعد الانسان".
 
 الهوامش
(1)مايستروتي مارينا، هل التفردية التكنولوجية طريق إلى ما بعد الإنسان؟ مقال ترجمة: محمد أسليـم: 
(2) راي كورزويل، عصر الآلات الروحيةـ عندما تتخطى الكومبيوترات الذكاء البشري، ترجمة عزت عامر، ط 2، كلمات عربية للترجمة والنشر، القاهرة 2009، ص 18. 
(3) قانون مور، انظر:                    https://ar.wikipedia.org 
(4) Ray Kurzweil، The Singularity is Near،. Penguin Group، USA، 2005، 135–136.
(5) Ibd، p. 170.
(6)للمزيد راجع: عبد الأمير طالب، أنسنة التكنولوجيا وليس تكنلجة الإنسان؟، الثقافة الجديدة العدد 430 أيار 2022.
(7) راسل ستيوارت، "ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر"، ترجمة مصطفى محمد فؤاد واسامة اسماعيل عبد العليم، مؤسسة هنداوي، المملكة المتحدة، 2022، ص 183.
(8) بيل غيتس، الذكاء الاصطناعي سيغير حياتنا خلال خمس سنوات: صحيفة الشرق الاوسط 17 يناير 2024.
(9) Ray Kurzweil The Singulasrity is Nearer-When We Merig with AI، Penguin Random House، USA، 2024، 17.
(10) Ray Kurzweil p 17
(11) موتشيمو كوكو، تسجيل صوتي في يوتوب، من محاضرة له في منتدى ابوظبي الدولي اكتوبر 2023. 
(12) نفس المصدر.
(13) نفس المصدر.
(14) الجيل الاول، والثاني والثالث من برنامج Chat Gptشات جي يتي، أحد أكثر البرامج شهرة للذكاء الاصطناعي يعالج المعلومات النصية فقط، فيما تمكن الجيل الرابع من هذا البرنامج، الذي تستخدمه "ميكروسوفت" في الذكاء الاصطناعي ومحرك البحث الخاص بها "بينغ" للتعرف على الصور والصور المتحركة فيديوهات.
(19) الوجه المظلم والمخيف للذكاء الاصطناعي؟، بودكاست الشرق، يوتوب سبتمبر 2024.
(20) ستيوارت، ص 181.
(21) المصدر نفسه، ص 20.
(22) Francesca Ferrand ،https://www.existenz.us/volumes/Vol.8-2Ferrando.pdf 
(23) ستيوارت، ص 14.