تشرين1/أكتوير 28
   
                                                                   القائد الذي حرّر أمريكا اللاتينية وخلّد حلم الوحدة       
      في تاريخ الشعوب، هناك قادة لا تُقاس أدوارهم فقط بما أنجزوه في حياتهم، بل بما خلفوه من إرث حيّ يمتد أثره عبر الزمن ليصبح جزءًا من وجدان الأمم. سيمون بوليفار، المحرر العظيم، هو أحد هؤلاء القادة الذين تجاوزت أعمالهم حدود اللحظة، ليصبح رمزًا خالدًا للحرية والنضال. سطر التاريخ اسمه بحروف من ذهب.
لم يكن مجرد قائد عسكري ينظم الجيوش ويقود المعارك، بل كان تجسيدًا لفكرة الحرية في أبهى صورها. كانت رؤيته أعمق من مجرد تحرير الأراضي؛ كان ينظر إلى الحرية كحق طبيعي للشعوب، وكواجب مقدس يجب النضال من أجله. لم يكن تحرر أمريكا اللاتينية من الاستعمار الإسباني بالنسبة له مجرد حلم بعيد المنال، بل قضية وجودية آمن بها بكل جوارحه، وبذل كل ما يملك لتحقيقها.
في زمن مضطرب، وبين أصوات الأمل وأصداء الاستعمار يولد وينشأ بوليفار وتتشكل رؤيته من خلال تجاربه المبكرة، بين تعاليم أساتذته ونضالات شعبه المستَعْمَر، ورحلاته إلى أوروبا التي عرّفته على أفكار التنوير والثورة الفرنسية؛ مشعلةً شرارة الحلم بداخله، إذ رأى في أوروبا مثالًا للإرادة الإنسانية في مواجهة الطغيان، لكنه أدرك أيضًا أن الحرية الحقيقية لا تُمنح، بل تُنتزع بالنضال والمثابرة.
 
لم يكن بوليفار نحاتًا للحجارة أو راسمًا للخطوط، لكنه نحت ببطولاته ملامح قارة جديدة.. رسم بأفكاره خارطة جديدة لأمريكا اللاتينية الحرة.. لم يرَ في شعوب القارة مجرد تابعين للاستعمار الإسباني الذي حط على بلادهم أكثر من 300 عام، بل رآهم مواطنين أحرارًا يستحقون أن يعيشوا بكرامة وعدل.
تجاوزت عظمة بوليفار ساحات القتال إلى ميادين الفكر. لقد آمن بأن الحرية لا تكتمل إلا بوحدة الشعوب، ورغم أن حلمه بوحدة أمريكا اللاتينية تحت راية واحدة لم يتحقق، فإن رؤيته بقيت ملهمة، ليست فقط لشعوب أمريكا اللاتينية، بل لكل من يناضل ضد الظلم والاستبداد.
إن شخصية بوليفار ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي درس متجدد في كل زمان ومكان.. بوليفار، بحياته وإنجازاته، جسّد هذه القيم، وحوّلها إلى واقع يبقى خالدًا في ذاكرة الأجيال على مدار الزمان.
 
ميلاد بطل
 وُلد سيمون بوليفار في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1783 في كاراكاس بفنزويلا لعائلة أرستقراطية. فقد والديه في طفولته، لكنه نشأ تحت رعاية أقاربه، حيث تلقى تعليمًا شاملًا جمع بين الأدب والفلسفة على يد المفكر سيمون رودريغيث، هذا التعليم المبكر زرع فيه شغفًا بالحرية وأفكار التنوير التي ستشكّل لاحقًا أساسًا لحركاته التحررية.
 بين عامي 1799 و1805، كانت رحلات سيمون بوليفار إلى أوروبا محورية في تشكيل رؤيته السياسية والفكرية. خلال هذه الفترة، انفتح على الأفكار التنويرية التي كانت تعصف بأوروبا. في باريس، تعرّف على الثورة الفرنسية، التي ألهمته بفكرة الحرية والعدالة الاجتماعية كمبادئ لا غنى عنها. تأثر بشدة بفكر جان جاك روسو حول الإرادة العامة وحقوق الشعوب، وفولتير الذي رسّخ لديه مفهوم تحدي الطغيان والإيمان بالعقل.
أثناء وجوده في إيطاليا، صعد بوليفار إلى جبل مونتسيرات في روما عام 1805، وهناك أقسم قسمًا تاريخيًا يُعد نقطة تحول في حياته: أن يكرّس حياته لتحرير أمريكا اللاتينية من الاستعمار الإسباني. كان هذا القسم أكثر من مجرد وعد شخصي؛ لقد كان التزامًا أبدياً تجاه شعوب قارة بأكملها. ورغم إدراكه لاختلاف الظروف بين أوروبا وأمريكا اللاتينية، إلا أن هذه الأفكار زرعت فيه الحلم الكبير بتحرير القارة وتوحيد شعوبها تحت راية واحدة تسمى الحرية.
لقد استغل بوليفار هذه التجارب لتأسيس رؤية جديدة تدمج بين الفكر الأوروبي والتطلعات التحررية لأمريكا اللاتينية... رؤية ستقوده لاحقًا لقيادة واحدة من أعظم الحركات الثورية في التاريخ.
 
مجلس كاراكاس العسكري الأعلى وبداية الثورة
مع ضعف الملكية الإسبانية بسبب الحروب النابليونية وسقوط الملك فرديناند السابع في أيدي الفرنسيين عام 1808، وغياب حكومة مركزية قوية، ظهرت الفرصة سانحة للشعوب المستعْمَرة في أمريكا اللاتينية لتأكيد حقوقها والمطالبة بالاستقلال الذاتي. كان عام 1810 نقطة تحول في تاريخ فنزويلا، ففي 19 نيسان| أبريل قامت نخبة كاراكاس من "الكريوليون" - ذوي الأصول الأوروبية المولودين في أمريكا اللاتينية- بعزل الحاكم الإسباني فيسينتي إمباران وتشكيل مجلس كاراكاس العسكري الأعلى الذي أعلن ولاءً شكليًا للملك المخلوع، بينما سعى فعليًا نحو تعزيز الحكم الذاتي والبدء بحركة استقلال تدريجية.
برز سيمون بوليفار خلال هذه الفترة كقائد شاب مفعم بالحماس الثوري، داعمًا لفكرة الاستقلال الكامل. لعب دورًا أساسيًا في تعبئة الرأي العام عبر خطاباته الملهمة. ولعب دورًا في تحفيز النقاشات حول مستقبل فنزويلا، وكان جزءًا من الحركات السرية التي تناقش التحرر التام من التاج الإسباني، ما مهّد الطريق لتحرير فنزويلا.
هذا الحدث كان البداية الفعلية لمسيرة بوليفار الثورية ولحركة التحرر في فنزويلا، إذ مهّد الطريق للإعلان الرسمي عن الاستقلال عام 1811، ليصبح مجلس كاراكاس العسكري الأعلى أول خطوة في رحلة بوليفار الطويلة نحو الحرية، وتحرير أجزاء واسعة من أمريكا الجنوبية من الاستعمار الإسباني.
 
بيان قرطاجة ومرسوم الحرب حتى الموت (وحدة وانتقام)
 
في عام 1812، وبعد سقوط الجمهورية الأولى في فنزويلا تحت ضربات الإسبان، كتب سيمون بوليفار بيان كارتاخينا أثناء وجوده في كولومبيا (مستعمرة غرناطة الجديدة آنذاك). كان هذا البيان بمثابة دعوة قوية إلى الوحدة الإقليمية، حيث ألقى بوليفار الضوء على أهمية التضامن بين الشعوب في أمريكا اللاتينية لمواجهة الخطر الإسباني. تناول البيان أسباب فشل التجربة الأولى في الاستقلال، مشيرًا إلى ضعف القيادة السياسية، وقلة الانضباط العسكري، والانقسامات الداخلية بين سكان فنزويلا. دعا بوليفار إلى تجاوز هذه الأخطاء عبر بناء جيش موحد قوي وتنظيم سياسي يعكس طموحات التحرر والاستقلال. كانت رسالته واضحة: لا يمكن لأي دولة منفردة أن تقاوم السيطرة الإسبانية، لكن بالتضامن الإقليمي يمكن تحقيق التحرر الكامل.
 
في العام التالي، وخلال حملته العسكرية لتحرير فنزويلا للمرة الثانية، أصدر بوليفار مرسوم "الحرب حتى الموت" في مدينة تروخيّو. كان هذا المرسوم بمثابة إعلان حرب شامل ضد الإسبان المعارضين للاستقلال، حيث منح بوليفار الحرية للمدنيين الأمريكيين اللاتينيين الذين أيدوا الثورة، لكنه توعّد الإسبان بالموت إذا عارضوها.
نص المرسوم بشكل صريح: " إن كنتم إسبانًا ولم تدعموا قضيتنا، فإن مصيركم الموت. أما إن كنتم أمريكيين لاتينيين حتى وإن دعمتم الإسبان في الماضي، فسيُعفى عنكم"(1).
رغم أن المرسوم يُعتبر اليوم خطوة عنيفة، إلا أنه يعكس مدى التحديات التي واجهتها الحركة التحررية. فقد كان بوليفار يدرك أن العدو ليس فقط القوات الإسبانية، بل أيضًا الخونة داخل القارة، لذا لجأ إلى هذه الخطوة لإثارة الرعب بين أعدائه وحشد الدعم بين السكان المحليين​.
بيان كارتاخينا ومرسوم الحرب حتى الموت يُظهران تحول بوليفار إلى قائد براغماتي، مستعد لاتخاذ قرارات صعبة لضمان نجاح قضية الاستقلال. الأول كان دعوة للوحدة والعمل الجماعي، والثاني وسيلة لفرض الهيبة والإرادة الثورية. هذه القرارات شكلت أساس الاستراتيجيات التي قادت بوليفار إلى تحرير أجزاء واسعة من أمريكا الجنوبية، رغم التحديات الهائلة.
 
جمهورية كولومبيا الكبرى: الحلم الكبير لبوليفار
بعد تحقيق الاستقلال في أمريكا الجنوبية، كان سيمون بوليفار مقتنعًا بأن إنشاء أنظمة جمهورية مركزية قوية هو السبيل الوحيد لضمان استقرار الدول الناشئة، وهو ما كان جزءًا من حلمه الأكبر بتوحيد القارة في كيان واحد يُعرف بـ كولومبيا الكبرى. فبعد المعارك الضارية وتحقيق الانتصارات الحاسمة التي أدت إلى تحرير فنزويلا وكولومبيا في عام 1819، قرر سيمون بوليفار المضي قدمًا لتحقيق حلمه الأكبر، حيث أعلن في السابع عشر من كانون الأول| ديسمبر 1819، تأسيس جمهورية كولومبيا الكبرى، التي ضمت الأراضي الحالية لفنزويلا، كولومبيا، بنما، والإكوادور. كان الهدف الرئيسي لهذا الاتحاد مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بصفته كيانًا اقتصاديًا وعسكريًا قويًا يمكنه الصمود أمام القوى الاستعمارية الأوروبية.
لقد أراد بوليفار أن تكون الجمهورية الجديدة نموذجًا للوحدة بين شعوب أمريكا اللاتينية، فقد كانت كولومبيا الكبرى بمثابة درع ضد أي محاولة من القوى الأوروبية لإعادة فرض الهيمنة الاستعمارية، كما أن رؤية بوليفار تضمنت إقامة اقتصاد مشترك قائم على التكامل بين الأقاليم المختلفة.
سنكمل مع حلم كولومبيا الكبرى بعد قليل، لكن دعني عزيزي القارئ في لمحة خاطفة ننتقل إلى لقاء جمع بين سيمون بوليفار وأحد قادة أمريكا اللاتينية كان يعمل على جبهة أخرى في استقلال بلاده المستعمرة حتى أحيانًا يطلق الكثير على الأخير اللقب ذاته "محرر أمريكا اللاتينية.. إنه حامي بيرو الأرجنتيني خوسيه دي سان مارتين.
 
لقاء غواياكيل: نقطة تحول في التحرر اللاتيني
في 26 تموز/ يوليو 1822، اجتمع اثنان من أعظم قادة التحرير في أمريكا اللاتينية: سيمون بوليفار وخوسيه دي سان مارتين، في مدينة غواياكيل (الإكوادور حاليًا). كان هذا الاجتماع التاريخي يمثل مفترق طرق في مسار التحرير من الاستعمار الإسباني.
رغم الأهمية البالغة لهذا اللقاء، لم تُوثق تفاصيل المحادثات بشكل كامل، مما جعله محاطًا بالتكهنات. يُعتقد أن الاجتماع تناول موضوع تحرير بيرو، آخر معاقل الحكم الإسباني في أمريكا الجنوبية، ومستقبل مدينة غواياكيل التي كانت تطمح إلى الانضمام إلى كولومبيا الكبرى.
بعد اللقاء، أعلن سان مارتين بشكل مفاجئ انسحابه من الحياة السياسية والعسكرية، وترك الساحة لبوليفار ليقود مهمة تحرير بيرو. وهنا نقول إنه من المحتمل أن القرار جاء نتيجة خلافات في الرؤية بين الرجلين، فقد يكون سان مارتين، المعروف بتواضعه السياسي، فضّل ترك القيادة لبوليفار الذي كان أكثر حزمًا واستعدادًا للسيطرة الكاملة على التحركات العسكرية والسياسية، فبعد انسحاب سان مارتين، قاد بوليفار جيوشه إلى بيرو، حيث أسس جيش التحرير، الذي ضم قوات متنوعة من مختلف المناطق المحررة. تمكن من تنظيم جيش قوي ومتماسك، بفضل مهاراته القيادية وقدرته على توحيد الجنود ذوي الخلفيات المختلفة.
وفي 9 كانون الأول| ديسمبر 1824، خاض الجيش معركة أياكوتشو تحت قيادة الجنرال أنطونيو خوسيه دي سوكري، أحد أقرب حلفاء بوليفار. كانت هذه المعركة الحاسمة إيذانًا بنهاية الحكم الإسباني في بيرو، وبالتالي، نهاية الاستعمار الإسباني في معظم أراضي أمريكا الجنوبية، كما أنها كرّست بوليفار كرمز عالمي للتحرر والإلهام لحركات الاستقلال حول العالم.
 
دعنا الآن نعود مرة أخرى إلى حلم بوليفار الكبير
اعتمد سيمون بوليفار على مبادئ مستوحاة من الفكر الأوروبي مثل الدستورية والتوازن بين السلطات، لكنه أدرك أن الديمقراطية التقليدية قد لا تلائم مجتمعات أمريكا اللاتينية الممزقة بالنزاعات والفوضى. سعى لتحقيق وحدة إقليمية عبر مشروع كولومبيا الكبرى، لكن التحديات كانت هائلة، بدءًا من مقاومة النخب الإقليمية التي رفضت مركزية السلطة، إلى تنوع المناطق جغرافيًا وثقافيًا، والنزاعات السياسية، والاقتصاد المنهك بسبب الحروب. ورغم إصلاحاته الجذرية، مثل إلغاء العبودية وتوزيع الأراضي على السكان المحليين، واجه بوليفار معارضة شرسة من القوى التقليدية التي رأت في هذه الاصلاحات تهديدًا مباشرًا لنفوذها.
وبحلول عام 1829، بدأت جمهورية كولومبيا الكبرى تنهار وتواجه انشقاقات داخلية. ففي عام 1830 أعلنت فنزويلا والإكوادور انفصالهما عن الاتحاد، مما أدى إلى انهيار كولومبيا الكبرى بشكل نهائي. كان هذا الانهيار بمثابة خيبة أمل عميقة لبوليفار، الذي اعتبر الوحدة الإقليمية الهدف الأسمى لنضاله، معبرًا عن إحباطه في إحدى خطاباته الأخيرة قائلًا عبارته الشهيرة: " لقد حررتكم، لكنني لم أحقق لكم الحرية."
كانت تلك النهاية المأساوية لمسيرته السياسية، وشكّلت جزءًا من أسباب اعتزاله العمل السياسي قبل وفاته. ففي عام 1830، ومع تصاعد الخلافات والانشقاقات داخل كولومبيا الكبرى، أعلن بوليفار استقالته من الرئاسة، وشهد حلمه يتلاشى أمام عينيه.
اليوم، تبقى كولومبيا الكبرى رمزًا لطموح بوليفار في الوحدة الإقليمية، وإرثًا يُذكّر بتحديات تحقيق الأحلام الكبرى في وجه الانقسامات والصراعات، وشاهدًا وإرثًا طويل الأمد على رؤيته الطموحة لقارة موحدة وقوية.
 
وفاة المحرر الكبير
في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن تأسيس حلمه.. السابع عشر من ديسمبر وفي عام 1830، توفي سيمون بوليفار في سانتا مارتا بكولومبيا، منهكًا بالسل وخيبة أمله السياسية بعد أن تلاشى حلمه بوحدة أمريكا اللاتينية. رحل وحيدًا، مستقيلاً من مناصبه، وعازمًا على المنفى، تاركًا في مذكراته كلمات مؤلمة: "حرثتُ في البحر".
وبعد مرور اثني عشر عامًا، تعيد فنزويلا رفاته إلى كاراكاس في مراسم مهيبة، لتضعه في البانثيون الوطني، اعترافًا متأخرًا بعظمته كرمز وطني خالد.
إن قصة نقل رفاته تعكس الاحترام العميق الذي تكنه شعوب أمريكا اللاتينية لإرث بوليفار. فقد أصبح قبره في البانثيون الوطني مزارًا وطنيًا، حيث يتم إحياء ذكراه سنويًا كرمز للتحرر والوحدة. نقل رفاته لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، بل كان شهادة على مكانته التاريخية، وإقرارًا بالدور الذي لعبه في تحقيق استقلال القارة.
 
سيمون بوليفار: رمز خالد للحرية والوحدة والإلهام
رغم وفاته في عزلة وفقر، بقيت ذكرى سيمون بوليفار نابضة في قلوب شعوب أمريكا اللاتينية، رمزًا للوحدة والمقاومة ضد المستعمر. تجاوز إرثه إنجازاته العسكرية والسياسية ليشمل شخصيته الإنسانية الغنية، التي ألهمت أجيالًا حول العالم فضلًا عن أدباء أمريكا اللاتينية، فقد قدّم غابرييل غارثيا ماركيز في روايته "الجنرال في متاهته" بُعدًا إنسانيًا جديدًا لبوليفار، يصوره كرجل يواجه خيبة الأمل في تحقيق حلم الوحدة، لكنه يظل رمزًا للحرية والإصرار.
إن سيرة سيمون بوليفار وأفكاره ليست فقط تاريخًا يُروى، بل إرثًا يتجاوز زمنه، إذ أصبحت رمزًا للتحدي والأمل في مواجهة الاستعمار، ودعوة تستمر في إلهام الملايين لتبقى رسالته الخالدة صوتًا يدعو لتحقيق أحلام الشعوب.. ورغم كل التحديات وخيبات الأمل، تظل رؤيته مصدر إلهام للحركات التحررية حول العالم، وتجسيدًا لقيم الحرية والكرامة.. كفاح استثنائي أضاف إلى الإنسانية درسًا في الإصرار والتضحية.
إرثه اليوم هو تذكير بأن القادة العظماء يعيشون أحياء مهما بليت أجسادهم.. أحياء بأفكارهم وأحلامهم التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.
 
الهوامش
1- مؤسسة فينزويلا انمورتال تمت الاستشارة من خلال موقع المؤسسة في 15-12-2024 في مقال بعنوان "فنزويلا 1813: مرسوم الحرب حتى الموت"  https://venezuelainmortal.com/venezuela-1813-decreto-de-guerra-a-muerte/
 
محمد جمعة توفيق: مترجم وأكاديمي متخصص  في اللغة والثقافة الإسبانية ودول أمريكا اللاتينية